تعريف البحث العلمي
يمكن تعريف البحث العلمي على أنه تحقيق علمي أو نقدي يهدف القائم عليه إلى اكتشاف وتفسير العديد من الحقائق. وذلك عن طريق اتباع الباحث العلمي على تطبيق المنهجية العلمية المناسبة، بالإضافة إلى تسخير حب الاستطلاع والرغبة في الاكتشاف. هذا ويقدم البحث معلومات ونظريات علمية تساهم بشكل كبير في تفسير طبيعة وخصائص العالم من حولنا. الأمر الذي يجعل التطبيقات العملية ممكنه وسهلة التحقيق والمنال.هكذا وقامت الدول الغربيةبالاهتمام بالبحث العلمي منذ وقتٍ بعيد، وجعلته مادة أساسية في جامعاتها في معظم التخصصات والمجالات، حيث شارك البحث العلمي بدور خطير في عمليات التنمية والتطور التي شهدتها جميع الدول الغربية. هذا وقد اهتمت الدول العربية بالبحث العلمي منذ فترة زمنية ليست ببعيدة لأنها ادركت مدى الحاجة الماسة له في تطوير واقعها الاقتصادي والتربوي والاجتماعي والسياسي وحتى العسكري.
لذلك حرص المقال الحالي التي تقدمه منصة أطروحة للاستشارات الأكاديمية على توضيح وشرح البحث العلمي وتوضيح أهميته وذلك من خلال تناول بعض النقاط الهامة بالشرح وهي:
- تعريف البحث العلمي.
- أهمية البحث العلمي.
- خصائص البحث العلمي.
- أسباب ودوافع القيام بالبحث العلمي.
تعريف البحث العلمي:
هو عبارة عن عملية فكرية يقوم بها الباحث من أجل تقصى الحقائق تتعلق بمشكلة أو ظاهرة معينة تسمى (موضوع البحث). وذلك عن طريق اتباع طريقة علمية منهجية منظمة تسمى (منهج البحث). وهذا بدافع الوصول إلى حلول ملائمة أو نتائج صالحة يمكن تعميمها على مشكلات أو ظواهر مماثلة. كما يعرف البحث العلمي على أنه محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها وفحصها بدقة ونقد عميق من قِبل الباحث.أهمية البحث العلمي:
لا أحد ينكر أهمية البحث العلمي الكبيرة في كافة المجالات العلمية والاجتماعية والتربوية وغيرها. وهذا من منطلق مساهمة البحث العلمي بشكل رئيسي في رقي وتقدم وتطوير العديد من المجتمعات في العديد من المجالات. هكذا ويمكن تلخيص أهمية البحث العلمي في مجموعة من النقاط وهي:- يساهم البحث العلمي في تعزيز وتنمية العقل البشري وتزويده بالعديد من العلوم والمعارف الجديدة في كافة المجالات والتخصصات. هذا بالإضافة إلى تحليل وتفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى تعميمات وقوانين ونظريات عامة.
- يساعد بشكل كبير على مداومة واستمرارية النهضة الحضارية للبشرية، وذلك عن طريق مواكبة التطورات والتحديثات الطارئة في كل المجلات لجميع مجتمعات العالم.
- يحرص البحث العلمي على إبقاء البشرية في حالة تنموية وتطورية مستمرة. الأمر الذي يضمن حياة الرفاهية للمجتمعات بجانب الشعور بالسعادة والاستقرار.
- يساعد البحث العلمي في إيجاد العديد من الحلول والحقائق التي تساهم بشكل كبير في حل الكثير من المشكلات المتنوعة التي تواجه المجتمعات في مختلف المجالات، والتي ترتبط بحيات الإنسان اليومية سواء كانت ( اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو سياسية أو بيئية أو اجتماعيه).
- يعد البحث العلمي عامل أساسي في تغذية وتنمية المعارف والعلوم سواء كانت (الفردية أو الجماعية) للكثير من الإدارات والجماعات والمجتمعات المختلفة. هذا بالإضافة إلى كما توفير التفسير النقدي للعديد من الآراء والمذاهب والأفكار في العديد من المجالات العلمية والثقافية.
- يساهم البحث العلمي بشكل كبير في تدريب كثير من الأفراد على إتقان العديد من المهارات ورفع كفاءتهم في مجالات عدة. ومن ثم اكتشاف الأفكار والمعارف الجديدة في المجالات العلمية والثقافية والتي تساهم بشكل كبير في تقدم وارتقاء وتنمية الأمم والشعوب والمجتمعات الغربية والعربية.
- يساعد الطالب أو الباحث في معرفة كيفية استخدام قواعد ومناهج البحث العلمي. والمداومة على الممارسة العلمية والموضوعية والمنهجية في حل العديد من القضايا. هذا بالإضافة إلى إيجاد حلول للعديد من المشكلات بشكل حيادي وموضوعي.
- ترسيخ وإرساء قواعد وتقاليد وآليات البحث العلمي في الحوار والنقاش والجدال المُبرم بين الباحثين، وتبادل الآراء المختلفة والمتعددة بينهم، ومن ثم تقييمها وتقويمها والحكم عليها من منطلق منهجية علمية.
- يساعد في مداومة العقل البشري على الممارسة المستمرة لجميع مجالات البحث العلمي، وذلك بهدف رفع كفاءة القدرات العقلية للفرد.
خصائص البحث العلمي
يتضمن البحث العلمي مجموعة من الخصائص والخطوات المنظمة التي تستخدم في تحليل وفحص المعلومات، بهدف الوصول إلى نتائج جديدة. هذا ويمكن تلخيص تلك الخصائص كالآتي:- الموضوعية.
- القدرة الاختيارية.
- التبسيط والاختصار.
- إمكانية تكرار النتائج وتعميمها.
- الغاية والهدف من البحث.
- التنظيم.
- الأمانة العلمية.
أولاً: الموضوعية:
تتم إجراءات جميع خطوات البحث العلمي بشكل موضوعي بعيداً عن التحيز، تجنباً للآراء والأهواء الشخصية حتى لا تؤثر بالسلب على كفاءة البحث ونتائجه. إذ أن الموضوعية تحول بين البحث العلمي والنتائج المرجوة منه، مما يجعل الباحث يصل إلى نتائج يشوبها التحيز واتباع الأهواء بعيداً عن المنهجية العلمية الصحيحة.ثانياً: القدرة على الاختيار:
يقصد بها أن تكون الظاهرة أو مشكلة البحث قابلة للاختبار والقياس. وتعنى كذلك إمكانية جمع المعلومات اللازمة للاختبار الإحصائي للتأكد من صحة الفروض. فمن السهل على الباحث أن يختار موضوعاً يلقى القبول من المشرف أو الجامعة، في حين لا تتوفر لهذا البحث القدرة على تحقيق الأهداف واختبار الفروض. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ضعف توفر المعلومات والأدبيات والدراسات السابقة التي تتعلق بموضوع الدراسة، مما يترتب عليه ضعف القدرة على التحليل .ثالثاً: الوضوح والاختصار:
يجب ان يكو ن البحث العلمي واضح ومختصر غير مخل في العرض والمعالجة. ومن ثم تناول البيانات والمعلومات بطريقه علميه واضحه ، وذلك دون حشو أو تعقيد في الأسلوب و التحليل .رابعاً: إمكانية تكرار النتائج وتعميمها:
يقصد به إمكانية الحصول على نفس النتائج تقريباً مرة أخرى إذا تم اتباع نفس المنهجية العلمية وخطوات البحث وفي نفس الشروط. هذا بالإضافة إلى إمكانية تعميم النتائج على الحالات المشابهة في نفس المجتمع أو غيره.خامساً: الغاية والهدف من البحث:
يجب على الباحث أن يحدد غايته وهدفه من البحث العلمي بشكل واضح دون أي غموض، ويسعى دائماً من خلال البحث أن يحقق غاياته وأهدافه دون أي تخبط ،أو يتم صرفه عن الأهداف الرئيسية والتي قام بتحديدها بمجرد أنه وجد أن هناك أهداف أخرى ضرورية. وبناء على تحديد الأهداف بشكل واضح وتحقيقها، يتم تقيم البحث من قبل لجنة التحكيم والمناقشة للنظر في البحث، إذ أن غاية وهدف البحث بمثابة المعيار الرئيس لقبول البحث أو رفضه.سادساً: التنظيم الجيد:
التنظيم هو إتباع المنهج العلمي المناسبة لموضوع ومشكلة البحث، والذى يبدأ بتحديد المشكلة ووضع الفروض واختبارها عن طريق التحري وجمع البيانات ثم الوصول إلى النتائج المرجوة. ويعنى التنظيم أيضاً طريقة عرض الباحث للبيانات وتسلسلها ليسهل على القارئ فهمها والتفاعل معها بشكل إيجابي.سابعاً: الأمانة العلمية:
يقصد بالأمانة العلمية هي تحري الدقة في جميع مراحل البحث. وذلك بدءً من وضع مقترح لعنوان البحث واختيار المشكلة البحثية على أن لا تكون مكررة أو سبق ودراستها من قبل. بالإضافة الى ضرورة الالتزام بتحديد الطرق والمواد التي سيتم استخدامها في الدراسة، كما تعتبر السرقات العملية من أهم القضايا التي تتعلق بالأمانة العلمية وأمر يشين الباحث ويضر بالبحث والمؤسسة التابعة له.أسباب القيام بالبحث العلمي:
توجد العديد من الأسباب والدوافع التي تحفز القدرة البحثية لدى الباحثين، وتقودهم إلى القيام بالعديد من الأبحاث العلمية في كثير من المجالات والتخصصات ومن أهمها:- الرغبة الحثيثة لدى الباحث للحصول على درجة علمية أكاديمية مثل (الماجستير ، الدكتوراه).
- إقدام الباحث على إيجاد حل لمشكلة معينة في المجتمع المحيط به.
- وجود شكوك في نتائج بحوث سابقة تحتاج إلى التقصي والتحري لإثبات صحتها.
- توجهات المؤسسة وظروفها التي تقتضى إجراء البحوث والدراسات في مجالات تتعلق باختصاصاتها.
- رغبة الباحث في العلم والاستزادة بقدر كبير من المعرفة والحرص على كشف حقائق جديدة عن موضوع معين
- الرغبة في سد نقص الإنتاج الفكري وإضافة معارف جديدة.
الخاتمة:
في نهاية هذا مقال البحث العلمي والذي تم إثرائه بصورة شبه مكتمله نأمل ونرجو من الله أن يكون نافعاً ومفيداً لجميع الباحثين والطلاب في جميع التخصصات، مع تحيات منصة أطروحة للاستشارات الأكاديمية التي تأمل مساعدة كافة الباحثين والطلاب من مختلف البلدان العربية وأن يكون هذا المقال بمثابة مرجع إرشادي لكافة الباحثين والطلاب.