📁 المقالات الحديثة

أهمية البحث العلمي

أهمية البحث العلمي
أهمية البحث العلمي

 تكمن أهمية البحث العلمي في قدر القيمة المعرفية الجديدة التي يضيفها البحث إلى مجال تخصصه العلمي، ومدى ارتباط هذه المعرفة الجديدة بالمعارف الحالية وهل تم التعديل عليها أو إثبات صحتها أو خطأها أو تم إضافة معارف جديدة إليها.

هذا وعلى الرغم من أهمية وأولوية تحقيق الاستفادة من البحث العلمي إلا أن الجزء الذي ينال أكثر أهمية من البحث العلمي هو النتاج المعرفي للدراسة ومدى مساهمتها في حل المشكلة البحثية التي أثارت دافع الباحث العلمي للبدء في تنفيذ هذا البحث.

فمن خلال المقال الحالي سوف نتطرق سوياً إلى استعراض أهمية البحث العلمي وذلك من خلال تناول بعض من النقاط الهامة التي يتم التطرق من خلالها إلى أهم الجزئيات التي تبرز وتوضح مدى أهمية البحث العلمي والتي تتمثل في الآتي:
  • تعريف البحث العلمي.
  • كيفية التحقق من أهمية البحث العلمي.
  • أهمية البحث العلمي.
  • أبرز المعايير التي توضح أهمية البحث العلمي.

تعريف البحث العلمي:

البحث العلمي عملية فكرية منظمة قائمة على منهجية علمية محكمة يقوم بها الباحث أو طالب الدراسات العليا سواء في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه، وذلك من تقصي وكشف الحقائق التي تتعلق بمسألة أو مشكلة معينة تدعى موضوع البحث، ومن ثم الوصول إلى حلول ملائمة أو نتائج صالحة قابلة للتعميم والتطبيق على أرض الواقع.

هذا ويعتبر البحث العلمي محاولة من الباحث لاكتشاف المعارف الجديدة والبحث عنها وتطويرها وتنميتها وفحصها وتحقيقها بدقة ونقد عميق، ومن ثم عرضها بشكل متكامل لكي تسير على نهج الحضارة العلمية والمعارف البشرية لتعكس مدى أهمية البحث العلمي، والتي تساهم بدورها في تطوير وتنمية العديد من التخصصات والمجالات التي تنتفع بها المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

كيفية التحقق من أهمية البحث العلمي:

إن الاهتمام بالبحث العلمي وإبراز مدى أهمية البحث العلمي يعتبر في وقتنا الحالي اتجاهاً عاماً تعمل به كافة الدول المتقدمة على نطاق واسع يتضمن كافة التخصصات العلمية والتربوية والإنسانية، ولكن لكي يتم التحقق جيداً من أهمية البحث العلمي يجب أن يساهم البحث العلمي في مجموعة من النواحي العلمية والمجتمعية والتي تتمثل في الآتي:

أولاً: تحقيق الفائدة العملية من البحث العلمي:

تُعَد الأهمية والفائدة هي أهم متطلبات البحث العلمي، لأن من أهداف البحث العلمي هو التوصل إلى حقائق ومعارف وأساليب عملية تساعدنا في تحسين ظروف المجتمع وتحقيق التطور العلمي والتنمية المعرفية، فيجب على الباحث بعد اختياره لعنوان البحث العلمي الخاص به أن يسأل نفسه هل هذه الدراسة العلمية مفيدة؟، وإذا كانت مفيدة ما هي الفائدة العملية منها؟، وما هي الفئة المستهدفة في الاستفادة من هذا البحث العلمي؟، وما هي أهمية البحث العلمي بالنسبة للبحوث الأخرى؟، فإذا وجد الباحث إجابات كافية على هذه الأسئلة، سيدفعه ذلك للقيام بالبحث العلمي وهو على دراية كاملة بمدى أهميته.

ثانياً: مدى مساهمة البحث العلمي في تقدم المعرفة:

تكمن أهمية البحث العلمي في الوصول إلى معارف ومعلومات جديدة لم يتم التوصل إليها أحد من قبل في نفس المجال الذي يعمل فيه الباحث، لذلك فإن أهمية البحث العلمي تتمثل في كونِهِ يضيف معارف جديدة للعديد من التخصصات في مختلف المجالات، فليس هناك ضرورة أن يخوض الباحث في موضوعات ودراسات سُبِقَ وتناولها بعض الباحثين من قبله لا تقوده إلى اكتشاف معلومات وحقائق جديدة في مجال تخصصه، الأمر يجعله يساهم البحث العلمي في تقدم المعرفة بشكل كبير إذا كان يتناول حقائق أو ظواهر لم يتم تناولها من قبل بالدراسة والبحث، وليس من الضروري أن تقوم كل الأبحاث بتقديم معارف جديدة، ولكن من الممكن أن يقدم الباحث أبحاثاً قد تمت دراستها من قبل، ولكن سيقوم الباحث بها ليؤكد صحة نتائجها أو ينفي صحتها بهدف الوصول إلى الحقيقة خلف هذا الموضوع.

ثالثاً: مدى مساهمة البحث العلمي في تنمية وتطوير البحوث الأخرى:

أن العديد من البحوث العلمية الكثيرة لم تعطي نتائج هامة وشاملة لجميع الجوانب والمواقف التي ترتبط بموضوع معين، فالعديد من البحوث تختص بدراسة جوانب معينة في موضوعٍ ما دون غيرها من الجوانب الأخرى، وهي أحد صفات البحث العلمي الجيد، حتى يتمكن الباحث من البحث الدقيق والشامل عن أحد جوانب الموضوع ويقوم بدراسته دراسة كافية، ولكنه يترك المجال مفتوحاً للعديد من الدراسات والأبحاث التي تُكمِلْ موضوعه ولكن من خلال الجوانب الأخرى التي لم يتناولها بالدراسة، والتي تعكس بدورها مدى أهمية البحث العلمي.

أهمية البحث العلمي:

أهمية البحث العلمي كبيرة ولها دور كبير في تقدم وتطور حياة المجتمعات والشعوب، إذ يساهم البحث العلمي في تقدم ورقي العديد من دول العالم في كثير من المجالات والتخصصات العلمية والعلوم الإنسانية، ويمكن تلخيص أهمية البحث العلمي في مجموعة من النقاط وهي كالآتي:
  1. البحث العلمي يساهم بشكل كبير في تغذية وتنمية العقل الإنساني وتزويده بالعديد من العلوم والمعارف الجديدة والحديثة في العديد من المجالات المختلفة.
  2. أهمية البحث العلمي تظهر من خلال المساهمة في استمرارية ومداومة النهضة الحضارية للبشرية.
  3. يساعد البحث العلمي في إبقاء البشرية في حالة التنمية والتطور المستمرة، الأمر الذي يضمن حياة الترفيه والنزاهة للمجتمعات المتقدمة مثل ظهور أبحاث التكنولوجيا وتقدمها وتطورها.
  4. يساهم البحث العلمي في إيجاد العديد من الحلول والحقائق التي تساهم بشكل كبير في حل العديد من المشكلات المختلفة التي تواجه المجتمعات.
  5. يساعد على تغذية وتنمية المعارف والعلوم الفردية والجماعية للعديد من الإدارات والجماعات والمجتمعات المختلفة.
  6. يساهم البحث العلمي بشكل كبير في تدريب العديد من الأفراد على إتقان العديد من المهارات والكفاءات والآليات المختلفة في العديد من المجالات.
  7. يساعد طلاب الدراسات العليا والباحثين في معرفة كيفية استخدام قواعد ومناهج البحث العلمي، والتعود على أدبيات الممارسة العلمية والموضوعية والمنهجية في حل العديد من القضايا، وإيجاد حلول للعديد من المشكلات بشكل حيادي وموضوعي.
  8. إرساء قواعد وتقاليد البحث العلمي في الحوار والنقاش والجدال بين الباحثين، وتبادل الآراء المختلفة والمتعددة بينهم، ومن ثم تقييمها وتقويمها والحكم عليها ، وتقبل النقد الإيجابي فيما بينهم بأسلوب علمي راقي.
  9. يساعد في مداومة العقل البشري على التمرين المستمر في مجالات البحث العلمي المختلفة، وذلك بهدف رفع كفاءة القدرات العقلية للفرد في مختلف المجالات.

أبرز المعايير التي توضح أهمية البحث العلمي:

توجد مجموعة من المعايير التي إذا توافرت في البحث العلمي أصبح ذات قيمة عالية مما يزيد من أهميته وفائدته ونفعه لمجال تخصصه بشكل خاص وللمجتمع وللبشرية بشكلٍ عام ومن أهمها:
  1. يجب على الباحث العلمي أن يقوم بتحديد الفوائد العلمية التي سوف يحققها البحث العلمي الخاص به سواء كان الغرض منه(حل مشكلة علمية أو اكتشاف معرفة جديدة أو القيام بتفسير ظاهرة ما أو إثبات صحة أو خطأ نظرية أو فكرة من خلال الدراسة والبحث).
  2. من الضروري على الباحث أن يحدد الفوائد التطبيقية المُراد تحقيقها من خلال البحث العلمي الخاص به وما سوف يحققه من إضافة علمية.
  3. تكمن أهمية البحث العلمي ودوره البارز في مختلف المجالات المختلفة وجميع تخصصاتها إلى درجة ندرة وقلة الدارسات العلمية حول موضوع معين، فكلما قلت ونَدُرَت البحوث العلمية حول موضوع ما أو أحد جوانبه زادت قيمة وأهمية البحث العلمي.
  4. تتضح وتبرز أهمية البحث العلمي في مدى المعارف الجديدة التي سيقوم بإضافتها وما هي الجهات المعنية المستفيدة من البحث، وكلما قدم البحث العلمي أدوات ونماذج تساهم في تحقيق عنصر الاستفادة للباحثين الآخرين في مختلف المجالات والتخصصات كلما زادت الأهمية العلمية للبحث العلمي.






تعليقات