📁 المقالات الحديثة

أخلاقيات البحث العلمي

أخلاقيات البحث العلمي
أخلاقيات البحث العلمي

 تعد أخلاقيات البحث العلمي هي أساس نجاح ورقي البحوث العلمية بشتى أنواعها، هذا وتعتبر حجر الأساس الذي ينعكس من خلالها قوة وكفاءة البحث العلمي، فتمسك الباحث بأخلاقيات البحث العلمي ومبادئه وسلوكياته يساهم بشكل كبير على معرفة الحقيقة وإضافة العديد من المعارف الجديدة إلى مجال تخصصه العلمي.
من منطلق هذا حرصنا من خلال الطرح الحالي على توضيح ما هي أخلاقيات البحث العلمي وأهم أنواعها ومكوناتها وذلك من خلال الآتي:
  1. ما هي طبيعة البحث العلمي؟.
  2. ما هي أخلاقيات البحث العلمي؟.
  3. ما هي مكونات أخلاقيات البحث العلمي الأساسية؟.
  4. ما هي أخلاقيات البحث العلمي للمشرف تجاه الباحث؟.
  5. ما هي صفات البحث العلمي الجيد؟.

ما هي طبيعة البحث العلمي؟:

  1. طبيعة البحث العلمي تقوم على أساس طلب المعرفة وتقصيها والوصول إليها.
  2. موضوع البحث العلمي هو في الوقت نفسه يتناول العلوم في مجموعها ويستند إلى أساليب ومناهج في تقصيه لحقائق العلوم.
  3. الباحث عندما يتقصى الحقائق والمعلومات أنما يهدف إلى إحداث إضافات أو تعديلات في ميادين العلوم والالتزام التام بأخلاقيات البحث العلمي.

ما هي أخلاقيات البحث العلمي؟:

  1. تعتبر أخلاقيات البحث العلمي هي أحد أنواع الأخلاقيات التطبيقية أو العملية، والتي يقصد بها محاولة حل المشاكل العامة أو مشاكل معينة تحدث أثناء تنفيذ إجراءات البحث العلم.
  2. أخلاقيات البحث العلمي تهدف إلى تحديد ما هو مقبول أخلاقياً، وما هو مناسب لتنفيذ البحث العلمي.
  3.  تعتبر أخلاقيات البحث العلمي ليست مجرد إجراءات نظرية إذ أنها تهدف إلى تحقيق معايير أخلاقية تطبيقية، كما يتم النظر إلى تلك الأخلاقيات على أنها معايير قياسية لتنفيذ البحث العلمي.
  4. أخلاقيات البحث العلمي هي  مبحث من مباحث علم الأخلاق، والذي يقصد به إحياء القيم الأخلاقية للبحث العلمي بين الباحث والمشرف والجهات المسؤولة على تنفيذ هذا البحث سواء كانت مؤسسات بحثية أو جامعات، والتي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على كيان البحث العلمي وقوامه.

مكونات أخلاقيات البحث العلمي:

تتضمن أخلاقيات البحث العلمي العديد من المكونات لعل من أهمها:
  1. الحقيقة والمصداقية.
  2. الحرية البحثية.
  3. المهنية.
  4. المسؤولية.
  5. الإنفتاحية.
  6. الدقة.
  7. الأمانة العلمية.
  8. البقظة والانتباه.
  9. الموضوعية.
  10. احترام حقوق الملكية الفكرية والنشر. 

أولاً: الحقيقة والمصداقية:

يعتبر الباحث هو المسئول عن ما يقوم به من تجارب وأبحاث أمام الله وضميره والمجتمع العلمي والمدني، حيث يقوم بجمع العديد من البيانات وتحليلها وكتابتها ونشرها في الدوريات العلمية، فالهدف الرئيسي للبحث العلمي هو سبر أغوار الغموض وكشفها بالإضافة إلى اكتشاف الحقائق والنظريات وإضافة معلومات للمعرفة الإنسانية، فعدم ذكر الحقيقة، وعدم المصداقية في إجراءات وتنفيذ البحث العلمي، تؤدي إلى ضعف بنيان البحث العلمي وفقدان قيمته.

ثانياً: الحرية البحثية:

  1. يقصد بها حرية أعضاء مجتمع البحث العلمي سواء كان من الباحثين أو المشرفين في اختيار المشكلة البحثية.
  2. متابعة تنفيذ البحث العلمي وتطويره، وفقاً لقيم وأخلاق المجتمع، مع مراعاة عدم الإخلال بالالتزام بالقيم الأخلاقية المفروضة على حرية البحث العلمي.
  3. الحرص على أن تتناسب هذه القيم مع المجتمع ولا تتعارض مع مصالحه، لكي يكون هدف البحث العلمي في المقام الأول هو خدمة جميع أفراد المجتمع.

ثالثاً: المهنية:

  1. يقصد بالمهنية أن يكون الباحث أو فريق البحث العلمي من ذوي التخصص، والذين يستخدمون الطريقة العلمية المنهجية في مجال الدراسة والبحث.
  2. يجب على الباحث أن يحافظ على قدراته ومهاراته وتطويرها من خلال حضور الدورات التدريبية المتقدمة، مما يساهم في إكسابه الكثير من الخبرة من خلال حضور العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل.

رابعاً: المسئولية:

المقصود بها أن يتحمل الباحث المسئولية الكاملة في الوصول إلى معارف جديدة تهدف إلى تحقيق أمال المجتمع وأمانيه الشخصية عن كل بحث علمي أو تجربة يقوم بها الباحث، مع مراعاة تجنب الأضرار التي يمكن أن تصيب المجتمع من خلال تلك التجارب سواء بطريقة مباشرة وخاصةً في نواحي التخصصات الطبية والصيدلانية أو بطريقة غير مباشرة مثل (التلوث البيئي أو التعامل مع رش المبيدات والهرمونات وغيرها)، لذلك تقع المسؤولية عن مراعاة أخلاقيات البحث العلمي على كل من:
  1. الباحث والذي يتحمل المسئولية كاملة عن البحث العلمي.
  2. مؤسسات البحث العلمي فهي مسئولة عن البحوث التي يتم إعدادها من خلالها ولابد من وجود لجان لكي تراقب مدى درجة التزام هذه المؤسسات بأخلاقيات البحث العلمي.
  3. محررو المجلات العلمية: حيث يجب أن يقوم الباحث بإرفاق موافقة لجنة الأخلاقيات بالمؤسسات العلمية قبل النشر في المجلات العلمية.

خامساً: الإنفتاحية:

يقصد بها أن يكون هناك تبادل بين الباحثين حول نتائجهم الحقيقية وبكل مصداقية، وكذلك الأفكار والتقنيات، وأن يتيحوا الفرصة لغيرهم من العلماء أن يراجعوا أعمالهم، ويجب أن يتحلوا بسعة الصدر في قبول النقد الموجه إليهم، وما يتم طرحه عليهم من أفكار أو مقترحات، مع مراعاة عدم التعصب إلى أفكارهم الشخصية والتمسك بها.

سادساً: الدقة:

يقصد بها استخدام الباحث لمقاييس تستند على قيم وأسس علمية دقيقة عند وضع المقترح البحثي للوصول إلى نتائج علمية جيدة، وأن يعتمد الباحث على الأدلة والبراهين الدقيقة والكافية لإثبات صحة النظرية أو النظريات الفرضية، لكي يصل الباحث إلى نتائج دقيقة وواضحة مدعمة بالبراهين والأدلة.

سابعاً: الأمانة العلمية:

  1. يقصد بها أن يتحلى الباحث بالدقة في جميع مراحل البحث العلمي، بدايةً من وضع المقترح البحثي بكافة مكوناته من عنوان البحث واختيار المشكلة البحثية على أن لا تكون مكررة مع أي دراسات ساب.
  2. أن يتمتع بالدقة عند مراجعة الأدبيات وعرض الدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع البحث العلمي.
  3. ضرورة تحديد الطرق والمواد التي ستستعين بها في الدراسة، وفي جمع النتائج وكذلك تحليل البيانا.
  4. على الجانب الآخر تعتبر السرقات العلمية من أهم القضايا التي تتعلق بالأمانة العلمية، الأمر الذي يدين صاحبه ومؤسسته التي ينتمي إليها.

ثامناً: اليقظة والانتباه:

  1. يقصد بها أن يتجنب الباحث أخطاء اللامبالاة والإهمال، أي يحرص على تقليل الأخطاء وبالأخص البشرية منها والتجريبية والمنهجية إلى أدنى حد ممكن.
  2. أن يتجنب خداع الذات والانحياز أو الصراع من أجل المصالح الذاتية، بالإضافة إلى الاحتفاظ بجميع إجراءات وخطوات تنفيذ التجارب. وكذلك البيانات والمعلومات الأصيلة التي لم يقم بتحليلها إحصائياً.
  3. أن يحتفظ أيضاً بأي وثائق تثبت استشارته مع الآخرين وذات صلة بموضوع البحث مثل (الاتصالات الشخصية مع الباحثين أو العلماء) من أجل توضيح أو تفسير معلومات محددة أو طلب مجموعة من البيانات التي تتعلق بموضوع البحث الذي هو بصدده.

تاسعاً: الموضوعية:

  1. تعني أن يقوم الباحث باختيار مشكلة بحثية موضوعية مرتبطة بأرض الواقع.
  2. كذلك الموضوعية في اختيار النظرية أو النظريات الفرضية.
  3. كما يجب على الباحث مراعاة الموضوعية وعدم المبالغة في اختيار المواد والطرق اللازمة لتنفيذ البحث العلمي.
  4.  أن يتسم عرض البيانات ومناقشتها بالموضوعية وبالأخص البيانات التي تحصل عليها الباحث.

عاشراً: احترام حقوق الملكية الفكرية:

يقصد بها عدم ااعتداء على حقوق المؤلفين لجميع المصنفات العلمية سواء كانت كتب أو رسائل أو تقارير أو أبحاث، حيث أن خرق حقوق الملكية الفكرية يتبعه العديد من العواقب الشديدة التي يمكن أن تقع على القائمين على البحث العلمي، لذلك يجب أن يتم التوثيق المباشر للمعلومات والبيانات التي يستعين بها الباحث في كتابة وإخراج البحث العلمي الخاص به.

ما هي أخلاقيات البحث العلمي بالنسبة للمشرف اتجاه الباحث؟:

تقوم العلاقة بين المشرف والطالب على أساس الأخلاق الجامعية قبل اتباع اللوائح والقوانين الجامعية، حيث تتمثل أخلاقيات البحث العلمي بالنسبة للمشرف اتجاه الطالب في الآتي:
  1. يجب على المشرف أن يقوم بتوجيه الباحث بكل صدق وأمانة عند اختيار موضوع البحث، على أن يكون هذا الموضوع يتمتع بالأصالة ويعود بالفائدة العلمية على الطالب والكلية، وأن يتم التأكد من عدم دراسته من قبل.
  2. من الجيد  أن يحث المشرف الباحث على تفعيل العمل الجماعي والمشاركة فيه بين كلاً من المشرف والباحث.
  3. يجب التأكد من قدرة الباحث على القيام بالبحث العلمي الخاص به تحت إشراف الأستاذ المشرف.
  4. عدم استغلال الأستاذ السلطة التي منحت له على الطالب في أن يقوم بتخسير الطالب لتلبية جميع احتياجاته.
  5. يجب على المشرف أن يقوم بتوجيه الباحث التوجيه الصحيح فيما يكلفه به من واجبات أو بحوث علمية.
  6. يجب أن يؤكد المشرف على الباحث أن يتحمل مسئولية البحث الخاص به بما فيه من تحليلات للبيانات والنتائج التي توصل إليها، وكيفية الدفاع عنها.
  7. من الضروري أن يؤكد المشرف على الباحث في جانب الأمانة العلمية والسرية التامة.
  8. يجب عدم التهاون من جانب المشرف في جزئية المنهج العلمي المتبع وأساسيات البحث العلمي مع الباحث.
  9. يجب أن يكون الحديث والمناقشة والاعتراض القائمين بين المشرف والباحث على أساسيات الحوار البناء وفقاً لآداب الحديث المتعارف عليها.
  10. على المشرف عدم الانزلاق إلى سلوكيات الإهانة والإزلال للباحثين، والتقليل من شأن قدراته وإمكانياته أثناء البحث أو في جلسات المناقشة العلمية للرسائل.
  11. يجب على المشرف بالالتزام التام بكافة الحقوق الملكة الفكرية والتحلي بالأمانة العلمية الكاملة.

ما هي صفات البحث العلمي الجيد؟:

من أهم صفات البحث العلمي الجيد والتي تعكس أخلاقيات البحث العلمي الآتي:
  1. عملية منظمة تسعى وراء الحقيقة للحصول على الحلول المطلوبة.
  2. عملية منطقية يأخذ الباحث خلالها على عاتقه التقدم في حل مشكلته بحقائق وخطوات متتابعة.
  3. عملية تجريبية تتبع من الواقع وتنتهي به من حيث ملاحظاته وعملياته وتنفيذه وتطبيق نتائجه.
  4. عملية موثوقة قابلة للتكرار والوصول لنفس النتائج أو نتائج مشابهة.
  5. عملية موجهة لتحديث أو تعديل أو زيادة المعرفة الإنسانية.
  6. عملية نشطة موضوعية وجادة ومتأنية تتطلب من الباحث خبرة عالية ليكون قادراً على تخطيط البحث وتنفيذه.

مراجع المقال:

عبيدو، علي إبراهيم علي. (2014). جودة البحث العلمي الأخلاقيات- المنهجية- الأشراف- كتابة الرسائل والبحوث العلمية. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
السيد، منى توكل. (2013). أخلاقيات البحث العلمي. جامعة المجمعة.  




تعليقات