الكتابة الأكاديمية
تعد الكتابة الأكاديمية أساس التعلم والتعليم، والتفكير المنطقي، والعجز عنها يؤدي إلي إخفاق المتعلمين، مما يترتب عليه فقدان الثقة بأنفسهم، وتأخرهم فكرياً، واجتماعياً، حيث تُعد الكتابة أحد أهم فنون اللغة، حيث تحتل المركز الأعلى في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية، والكتابة هي التعبير عن اللغة بصورة منقوشة، ويأخذ هذا التعبير شكلاً من أشكال التنظيم والترتيب، ولا تُعتبر الرموز والصور المنقوشة نوعاً من الكتابة إلا إذا شكلت نظاماً يفهمه القارئ الذي يعرف هذا النظام.ونظراً لأهمية الكتابة الأكاديمية حرصنا من خلال الطرح الحالي على توضيح الكتابة الأكاديمية وأهم أنواعها وذلك من خلال العناصر التالية:- ما أنواع الكتابة ؟
- ما مفهوم الكتابة الأكاديمية ؟
- ما أهم سمات الكتابة الأكاديمية ؟
- ما أهمية الكتابة الأكاديمية ؟
- ما مهارات الكتابة الأكاديمية ؟
- ما مراحل عمليات الكتابة الأكاديمية ؟
ما أنواع الكتابة ؟:
تتمثل أنواع الكتابة في الآتي:أولا: اللغة التعبيرية:
وهي ترتبط بالتجارب والخبرات الذاتية للكاتب، والتي تكشف عن شخصيته وانطباعاته ومشاعره، ومن أمثلتها كتابات الجرائد والعرائض السياسية.ثانياً: الكتابة الإقناعية:
وتهدف إلي اقناع القارئ بقبول وجهة نظر أو رأي فكرة معينة، وهنا يكون ردود أفعال القراء بمثابة عنصراً أساسياً يرتكز عليه الكاتب عند تأليفه أو كتابته للنص، ومن أمثلتها: الكتابات السياسية، والإعلانات، والكتابات التلفزيونية.ثالثاً: الكتابة الأدبية:
ويسعي الكاتب من خلالها إلي إمتاع القارئ باستخدام التعبيرات الجميلة، والصور الخيالية، ومن أمثلتها: كتابة الروايات، والقصائد، والمسرحيات.رابعاً: الكتابة الأكاديمية:
وهو النمط الذي يحمل الطابع العلمي والرسمي، حيث يسود في كتابات الباحثين في الدوريات والمجلات العلمية والأبحاث المنشورة، كما يطلق نفس المسمى علي كتابات الطلاب علي المستوي الجامعي، والتي تتضمن أشكال التقارير والبحوث أو مقالات عن موضوع ما في التخصص، أو نقد لكتاب أو دراسة ما، كما تعد إجابات الأسئلة المقالية المطولة والقصيرة شكلاً من أشكال الكتابة الأكاديمية.ما مفهوم الكتابة الأكاديمية ؟
- الكتابة الأكاديمية هي ذلك النمط من الكتابة الذي يحمل الطابع العلمي في تخصص ما، يُستشار فيه الكاتب من خلال طرح موضوع ما، بغرض المراجعة، أو من خلال سؤال أو مجموعة من الأسئلة، يتطلب البحث الإجابة عنها، بالإضافة إلي اعتماده علي خلفياته المعرفية، وعرض ذلك كله بصورة منطقية مدعماً كتاباته بالأدلة والحجج من المراجع.
- الكتابة الأكاديمية هي وسيلة الطلاب الجامعيون وطلاب الدراسات العليا والمحاضرون للتعبير عما لديهم من معرفة ومعلومات في مجال تخصصهم، ومن أمثلتها: الإجابة عن الأسئلة المقالية المطولة والقصيرة، وكتابة الأبحاث العلمية والتعليمية، التي تتطلب من المتعلم إظهار ما لديه من علم ومعرفة في مقرر ما.
ما أهم سمات الكتابة الأكاديمية ؟:
تتميز الكتابة الأكاديمية بالعديد من السمات من أبرزها:- أنها أحد أنواع الكتابة التي تُمارس داخل الأنظمة التعليمية في المستوى الجامعي.
- أنها تهدف إلي إبراز قدرة الطالب في مجال تخصصه، ومدى إلمامه بالمفاهيم والمصطلحات والنظريات التي تحكم مجال هذا التخصص.
- أنها تعد مؤشراً حقيقياً علي مدى تفوق الطالب في تخصصه، فكلما كان مستوى التحصيل لدي الطالب عالياً، زاد ذلك من قدراته الكتابية.
ما أهمية الكتابة الأكاديمية ؟
تعتبر مهارات الكتابة الأكاديمية جزءاً من منظومة أكبر وأشمل، وهي مهارات الخطاب الأكاديمي، والذي يمثل عدة أنماط سلوكية تختص بالتفاعل وبناء القيم والمعتقدات، والأفكار والحوار، وأشكال القراءة والكتابة التي تعد بمثابة أمثلة لأدوات معينة، وأنواع مختلفة من البشر، وتنفرد الكتابة الأكاديمية بكونها نشاطاً لغوياً ذا صبغة خاصة، حيث تكمن أهمية الكتابة الأكاديمية في التالي:- تنمية المهارات اللازمة للدراسة الجامعية مثل: النقد، والتصنيف، والتفسير، وإبداء الآراء المدعومة بالحجج والبراهين.
- إكساب الطلاب لغة الخطاب الأكاديمي داخل الوسط الجامعي.
- تنمية مهارات التواصل بين الطلاب وبين المتخصصين من ذوي العلم والخبرة.
- الوقوف على المستوى التحصيلي للطلاب، تساعد الطلاب على إحراز التفوق العلمي من خلال إمدادهم بالمهارات اللازمة للكتابة والدراسة.
- تنمي مستوى الأداء الكتابي لدى الطلاب من خلال دعم الكتابة بالوقائع والأدلة الموثقة والحجج.
ما مهارات الكتابة الأكاديمية ؟
تُعد السيطرة على مجموعة المهارات التي تُشكًّل لدى الطالب القدرة على كتابة الفقرة، ومن ثم النص ككل أمراً ضرورياً، ويلزم لذلك جمع المعلومات وطرح التساؤلات، وتنظيم الأحداث، وترتيب الأفكار، بالإضافة إلى معرفة الدلالات الخاصة بالألفاظ، والتمييز بين الحقائق والآراء، وقد جمعت الدراسات والبحوث في ميدان الكتابة الأكاديمية بعض المهارات، ومنها التالي:أولاً: مهارات تنظيم النص:
- صياغة عناوين تعبر عن المحتوي بدقة ووضوح.
- وجود مقدمة ومتن وخاتمة لها درجة من الوضوح.
- كتابة مقدمة مناسبة تبرز أهم أفكار المقال المطروحة.
- اتباع نظام الفقرات، بحيث تقدم كل فقرة فكرة جديدة.
- كتابة خاتمة تلخص أهم الافكار والنتائج.
- استيفاء مكونات الهيكل العام للمقال.
ثانياً: مهارات الأفكار:
- وضوح الأفكار الواردة في النص وصحتها وصدقها.
- مراعاة الترتيب المنطقي في تناول الأفكار وعرضها بصورة تدعم الرأي.
- تأييد الافكار بكل ماله صلة بالموضوع من ادلة وبراهين وشواهد منسقة ومترابطة.
- إصدار الأحكام اعتماداً علي الربط بين الأسباب والنتائج.
- إبراز العلاقات الممكنة بين الأفكار كأوجه التشابه والاختلاف.
- المقارنة بين الآراء والحقائق.
ثالثاً: مهارات التتابع:
- الترابط بين الأفكار الواردة في الموضوع.
- ترتيب النتائج بحسب ورود الأسباب.
- الانسيابية في عرض الأفكار، أي تسلسلها وترتيبها منطقياً.
رابعاً: مهارات الأسلوب والصحة اللغوية:
- خلو الأسلوب من الصور البلاغية ما لم يدع الأمر لذلك.
- مناسبة الأسلوب للموضوع باستخدام المصطلحات والجمل والعبارات المؤدية للمعني المطلوب.
- استخدام الأسلوب العلمي، واختيار الكلمات ذات الطابع الإجرائي.
- تفادي العامية باستخدام ألفاظ عربية فصيحة.
- الاستخدام الدقيق لبعض الألفاظ، مثل: كثير، من، بضع، ...
- تجنب استخدام الألفاظ التي تعبر عن الرأي الشخصي لكاتب المقال، مثل: أنا، نحن.
- ملاءمة الأسلوب للجمهور الذي يوجه إليه موضوع المقال.
- استخدام أدوات الربط المناسبة، لتحقيق التماسك بين الجمل والفقرات.
- مراعاة الصحة اللغوية عند كتابة القواعد.
خامساً: مهارات الإخراج أو التصميم:
- إبراز العناوين الرئيسية والفرعية.
- ترك مسافة في أول الفقرة، وتباعد مناسب للأسطر.
- ترك مسافة مناسبة بين كل فقرة وأخرى.
- دقة عرض الرسوم والجداول والأشكال التوضيحية بطريقة واضحة ومنظمة، وفي مكانها الصحيح.
- وضوح الخط، وحسن الإخراج العام.
سادساً: مهارات التوثيق:
- التوثيق الصحيح للمعلومات المفسرة للموضوع.
- ارتباط المراجع بالموضوع المكتوب.
- الاقتباس الصحيح دون تكلف.
- الإشارة إلي مواضيع الاقتباس، والتعليق عليها.
- كتابة قائمة المراجع بشكل صحيح.
يمكنك قراءة مقال زاخر بالمعلومات عن المتطلبات اللغوية للكتابة الأكاديمية
ما مراحل الكتابة الأكاديمية ؟
يوجد ثلاثة مراحل رئيسية للكتابة الأكاديمية، وهم كالتالي:أولاً: مرحلة ما قبل الكتابة:
وهذه المرحلة هي بمثابة مرحلة إعداد واستعداد للقيام بعملية الكتابة نفسها، وهي مرحلة مهمه، تُعلن شعوراً وإحساساً يستحضره الكاتب مرات عديدة، وفي هذه المرحلة يكون الطالب باستطاعته بناء الخلفية المعرفية المرتبطة بالموضوع الذي سيكتبه، من خلال تدوين الملاحظات وكتابة أكبر عدد ممكن من الأفكار دون النظر إلى مدى ارتباطها بالموضوع، وإعادة صياغتها ثم دمجها في ذلك الموضوع، كما تشمل مرحلة ما قبل الكتابة أيضاً، على سرد القوائم ورسم الشبكات والمعلومات وإجراء المقابلات، فضلاً عن نمو مهارات التفكير العليا لدي الفرز والتبويب والتصنيف للأفكار الرئيسية والفرعية.ثانياً: مرحلة الكتابة:
وهي المرحلة التي يبدأ فيها الكاتب ترجمة ما لديه من أفكار ومعارف ومعلومات بصوره منظمة، من كونها شيئاً مجرداً في ذهنه وخاطره، إلى واقع ملموس ومشاهد، يستطيع الآخرون قراءته والتفاعل معه، ومن المهم أن يعرف الكاتب أنه لا مكان للكتابة الكاملة من أول مرة، ففي كل مرة يكتب فيها مسودة، ويعود إليها سيجد مواضع تحتاج إلى مراجعة وتنقيح.ثالثاً: مرحلة المراجعة أو التنقيح:
يُقصد بعملية مراجعة النص نقده عن طريق فحصه وتحديد مواطن القوة والضعف فيه من خلال تقييمه استناداً إلى معايير تُتخذ أساساً للنقد وإصدار الأحكام.ومن أهم عمليات المراجعة، مراجعة اللغة والأفكار والتنظيم مع تدوين الملاحظات، وعمل تغذية مرتدة من قبل الذات ومن قبل القراء.
المراجع التي تم الاعتماد عليها في المقال:
الشهراني، سعد بن علي. (د.ت). الكتابة الأكاديمية: خصائصها ومتطلباتها اللغوية. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.السباعي، مصطفى. (د.ت). مهارات الكتابة الأكاديمية.
الفقيه، أحمد حسن أحمد ودخيخ، صالح أحمد صالح. (2017). مهارات الكتابة الأكاديمية اللازمة لطلاب مرحلة البكالوريوس في جامعة الباحة. مجلة العلوم التربوية والنفسية، 17(4)، 170- 232.