📁 المقالات الحديثة

النقد الأكاديمي


ما هو النقد الأكاديمي

النقد الاكاديمي

 يعد النقد الأكاديمي عملاً إبداعياً لازم العمل الأدبي منذ نشأته الأولى، حيث ظهرت أعمال فنية جذبت انتباه الإنسان فأطربته، وأثارت فيه شعور الإعجاب، فلم يستطع تمالك نفسه أمام سحر الإبداع، والنقد كانت بداياته في شكل تقييم الأدب إذا كان جيد أو رديء، فالنقد في نظر الإنسان العربي القديم كان أشبه ما يكون عمله بالصيرفي.
ونظراً لأهمية النقد الأكاديمي حرصنا على تقديم مفهوم النقد الأكاديمي وأهميته وأهم أنواعه وذلك من خلال طرح مجموعة من النقاط الهامة وهي كالآتي:
  1. ما مفهوم النقد الأكاديمي ؟
  2. ما أنواع النقد الأكاديمي ؟
  3. ما خصائص الكتابة الأكاديمية ؟

ما هو مفهوم النقد الأكاديمي ؟

  1. النقد الأكاديمي هو تميز الخبيث من الطيب والخطأ من الصواب والصحيح من الفاسد، فكل هذه الأحكام النقدية التي كانت تطلق على الأعمال الأدبية سواء أكانت شعرية أم نثرية أحكام ذاتية قد تكون صحيحة وقد يكون عكس ذلك، وتنطلق من ذات الناقد لا من موضوعية العمل الأدبي، وكل الأحكام القديمة كانت تعتمد علي النقد الجزئي الذي لا يستند إلي تقديم العلل والبراهين، والنقد يدل علي التنقيب عن العيوب.
  2. النقد الاكاديمي هو عمل تحليلي، فالناقد لا يستطيع تأدية عمله دون تحليل المواقف، فلابد له كي يبين أن هذا العمل جيداً يوضح ما الذي يسهم في قيمته، فنجده يتحدث عن جماله المنسي أو عن وضوح بنائه الشكلي، أو عن عمق الانفعال الذي يثيره القارئ أو السامع، أو ربما أكثر من ذلك دقة الحقيقة التي يعبر عنها الموضوع.
  3. النقد الأكاديمي في مفهومه العام حديث حول الأدب، فليس معنى النقد طريقة الأداء اللغوية أو تمييز الجيد من الرديء بقدر ما هو فهم مقصود الكاتب من وراء معانيه، واستيعاب طريقته في التأليف والتعبير والإحساس، فإن لكل كاتب أسلوبه الذي يكون بمثابة بصمة تميزه عن غيره من الكتاب.

ما هي أنواع النقد الأكاديمي ؟

يوجد أربعة أنواع للنقد الأكاديمي، وهم كالتالي:

أولاً: النقد الاعتقادي:

هو ذلك النقد الذي تسيطر عليه معتقدات وأفكار وآراء سبق أن استعملها النقاد. ويُعد أشد أنواع النقد تعرضاً للتجريح، فالأدب من أهم مميزاته الإثارة في الآخرين وذلك لمجرد سرد وقائع وتحليلها وتقديمها للقراء. ولابد أن يحمل في ثناياه وجهة نظر خاصة تطالعنا من الطريقة التي سرد بها الكاتب وقائعه.

ثانياً: النقد العلمي:

هو خاص بالأبحاث العلمية والطبيعة، إلا أن نقاد الأدب أخذتهم ضجة هذه النظرية وحاولوا تطبيقها علي الأدب فاتجهوا اتجاهاً مخالفاً لما ارتضاه أصحاب النقد العلمي، وإذا كان هناك شيء يمكن أن نأخذه من العلمي الحديث عندما نزاول النقد، فإن هذا الشيء لا يمكن أن يكون نظريات العلم الحديث. وإنما هو روح العلم، وروح العلم هي روح أخلاقية، فإذا تشبع بها الناقد استطاع أن يكون مختصاً في أحكامه، موضوعياً، غير مسرف ولا مبالغ، متقصي للتفاصيل، بانياً حكمه علي ما جمع من معلومات وثيقة، ثم مسبباً له بالحجج العقلية. أما النظريات العلمية سواء كانت رياضية أو اجتماعية أو نفسية فمهمة الناقد الاطلاع عليها حتي تعزز من نقده لا تطبيقها علي الدراسة الأدبية.

ثالثاً: النقد التاريخي:

هو الذي يحاول تفسير الظواهر التاريخية من خلال الأعمال الأدبية والمؤلفات وشخصيات الكتب. والناقد الذي يجنح إلى النقد التاريخي فإنه يعتمد على المؤلفات التي عايشت الأحداث لأنها تعتبر مرآة تعكس العصر الذي كتبت فيه، وبالتالي أصدق المؤلفات. وتشهير الظواهر الأدبية أو المؤلفات أو شخصيات الكتاب يتطلب معرفة بالماضي السابق لهم، ومعرفة الحاضر الذي يحوطهم، وتحسس للآمال التي تجول بالنفوس في أيامهم.

رابعاً: النقد اللغوي:

يعتبر المادة الأساسية والأولية للأدب، فالفكرة موجودة عند الجميع. لكن التعبير عنها بألفاظ لغوية متناسقة فهو أمر لا يقدر عليه إلا الكاتب الموهوب المبدع، الذي يخلق من لفظة أفكاراً كثيرة، وعبارات مختلفة. والنقد اللغوي يتطلب معرفة واسعة وصحيحة بالدلالات اللغوية والألفاظ المعجمية ذلك لأنه إذا كانت أسماء الماديات ثابتة فإن المعاني المعنوية والعاطفية دائمة التحول.

ما هي خصائص الكتابة الأكاديمية ؟:

تعد الكتابة الأكاديمية كتابة العلماء للعلماء أو كتابة طالب العلم أو العلماء لزملائهم، كما تعرف بأنها أسلوب كتابة خاص بالمؤسسات الأكاديمية، والأسلوب الذي يستخدمه الطلاب الجامعيون وطلاب الدراسات العليا للإجابة عن أسئلة واشكالات تواجههم أثناء القيام بالبحوث الأكاديمية.
وهناك مجموعة من المعايير التي من خلالها يحكم على البحث الأكاديمي من حيث الجودة والمصداقية والفائدة العلمية ولعل من بين هذه الخصائص والمعايير العلمية، الآتي:

أولاً: الموضوعية:

الكتابة الأكاديمية موضوعية وليست عاطفية أو ذاتية ولذلك وجب أن تحتوي علي الكم القليل من الآراء والأحكام والانتقادات، إلى فيما هو في سياقه الموضوعي الواضح الذي لا يؤاخذ عليه الكاتب علمياً ومنهجياً، الكتابة الأكاديمية تركز على المعلومات والجمل الخبرية الدالة على التحليل والتفسير والتركيب والاستنتاج الموضوعي.

ثانياً: المسؤولية:

الباحث الأكاديمي هو المسؤول الأول عما جاء في بحثه عن معلومات ولذلك فإن إحساس الباحث الأكاديمي وطالب العلم وبالمسؤولية عن البحث تتطلب منه الجدية في القراءة المعمقة في موضوعه ومناقشته مع الأوساط العلمية والباحثين المتخصصين في الموضوع والحقل الذي ينتمي إليه البحث.

ثالثاً: الوضوح:

تعني به وضوح الكتابة الأكاديمية وما يدل على ذلك من تسلسل الأفكار وورود في منطقية وواضحة للقارئ ومن مسؤولية الباحث على القارئ أن يشرح أفكاره، وأن يكون كلامه في جمل وأفكار واضحة المعنى والمبنى وبفقرات مترابطة السياق، ومكتوبة بلغة بسيطة تؤدي غرض الفكرة.

رابعاً: الدقة:

الباحث الأكاديمي يستخدم كثيرا حقائق ومعلومات لابد من ضبطها ووضعها في نصابها الحقيقي، وجملة كذلك من الأرقام والتواريخ التي لابد على الأكاديمي أن يكون واثقا من صحتها.

خامساً: العقلانية:

تعتمد علي المنطق والعقل وذلك خلال تقديم البراهين والحجج والعلل، فالمبالغة في العلم أو الخروج عن المعقول يؤدي إلى حكم خاطئ من قبل القارئ، ويؤدي بالباحث إلى نتائج غير المتوقعة في البحث، ولذلك فالعقل هو المسيطر على الباحث أثناء القيام برحلة البحث، والغلو في الخيال والمبالغة يفقد البحث صيغة الموضوعية والعلمية لأن البحث الأكاديمي بحث علمي بالدرجة الأولى والمقالات في الوصف والتحليق بالخيال يؤدي إلى نتائج عكسية غير محمودة في البحث.

سادساً: الرسمية:

  1. البحث الأكاديمي بحث العلماء كما قلنا سابقا ولذلك فإن لغته يجب أن تكون لغة بأسلوب علمي فصيح، فلا يجوز للباحث استخدام لهجة ّ معينة في بحثه أو من ألفاظ عامية، وإذا كانت الأساليب
  2. إنه أسلوب له طابعه وألفاظه وعباراته وبناؤه الخاص، اللغوية الرسمية مطلوبة وظاهرة مستخدمة في الوثائق القانونية، فإن الكتابة الأكاديمية يجب ألا تقل أهميته ولا رسميته عنها.

سابعاً: السلامة والدقة اللغوية:

لغة البحث الأكاديمي يجب أن تسلم من الأخطاء اللغوية، من حيث اختيار الألفاظ من سياقات البحث، ومن حيث سلامة العناوين، والاستخدام الصحيح للقواعد النحوية والإملائية وبناء الفقرات.

ثامناً: الحذر:

لغة البحث الأكاديمي لا تستخدم كلمات ولا عبارات قاطعة ولا تأكيدية ولا ادعائية.

تاسعاً: عدم السخرية:

من انجازات أو أعمال أو مواقف لبعض الكتاب، واذا كان النص الذي يكتبه الأكاديمي لا يتفق مع الأشخاص أو مواقفهم أو أعمالهم فإن لغة التفكير الناقد واللغة الراقية ألفاظا وأسلوبا ومعاني ودلالات هي اللغة التي يجب أن تستخدم.

تعليقات