📁 المقالات الحديثة

منهجية التعامل مع الملاحظة في البحث العلمي

الملاحظة في البحث العلمي

منهجية التعامل مع الملاحظة

 قد يستخدم أسلوب الملاحظة في جمع البيانات في البحوث الكمية، ويسمى، في هذه الحالة عادة بالملاحظة المنظمة، ولكن الملاحظة هي غالباً ما تستخدم في البحوث النوعية، وتكون غير منظمة.
ففي الملاحظة الكمية يقوم الباحث بالملاحظة ويسعى لجمع معلومات رقمية )كمية) غالباً عن طريق أداة معدة سلفاً، أما الملاحظة النوعية فهي أقل تنظيماً من ذلك، فالملاحظ/الباحث لا يستخدم تصنيفات وأنماط محددة سلفاً، بل يسجل ملاحظاته بشكل طبيعي ومسترسل ومفتوح، فيقوم بتسجيل الواقع كما يحدث.

تعريف الملاحظة:

الملاحظة في البحث العلمي هي عملية مشاهدة وتسجيل منظمة ومقصودة لظاهرة أو سلوك معين بهدف فهمها وتفسيرها.
تعد الملاحظة الخطوة الأولى والأساس في البحث العلمي، حيث تبدأ بملاحظة الباحث لواقعة أو ظاهرة مثيرة للاهتمام، ثم يقوم بتحديد المشكلة وصياغة الأسئلة البحثية انطلاقًا من هذه الملاحظة.

أنواع الملاحظة في البحث العلمي:

1. الملاحظة المباشرة: يقوم فيها الباحث بملاحظة الظاهرة مباشرة دون تدخل.
2. الملاحظة غير المباشرة: يستخدم فيها الباحث وسائل مساعدة كالكاميرات المخفية.
3. الملاحظة المقننة: تتم وفق خطة محددة ومعايير واضحة.
4. الملاحظة غير المقننة: تكون أولية وتمهيدية لوضع فرضيات.

خطوات وإجراءات الملاحظة:

هنالك عدد من الإجراءات الضرورية لاستخدام طريقة الملاحظة كأداة لجمع البيانات والمعلومات ، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
1. تحديد الهدف: حيث أنه من الضروري أن يحدد الباحث هدفه وغرضه الذي يسعى للوصول أليه باستخدامه لطريقة الملاحظة.
2. تحديد الأشخاص التي ستخضع للملاحظة: شخص واحد، اثنان، أكثر، ومن هنا لابد من الإشارة إلى ضرورة الاختيار الجيد والملائم للعناصر والأفراد المعنية بالملاحظة.
3. تحديد الوقت اللازم والفترة الزمنية التي تحتاجها الملاحظة: فقد تستنفد وقتاً طويلاً، أكثر من الوقت المخصص للباحث.
4. ترتيب الظروف المكانية والبيئة المطلوبة لإجراء الملاحظة.
5. تحديد المجالات والنشاطات المعنية بالملاحظة.
6. تسجيل البيانات والمعلومات: يجب أن تكون للباحث، وكما أوضحنا سابقاً القابلية والقدرة على استيعاب المعلومات وتحديد ما يطلب التعرف عليه وتشخيصه، كذلك فأنه يجب أن يجري جمع المعلومات بشكل نظامي وعلى الباحث أن يتأكد من صحة المعلومات والبيانات
ودقتها.

مزايا الملاحظة وعيوبها في البحث العلمي:

أولاً: مزايا الملاحظة:

أسلوب الملاحظة في جمع المعلومات مثله مثل الأساليب والأدوات الأخرى المذكورة سابقاً، لها مزايا وفيها عيوب، أما مزاياها فيمكننا حصرها بالآتي:
  1. معلوماتها أعمق: من المعلومات المجمعة بالطرق الأخرى، مثل أسلوب المقابلة في البحث العلمي تتغلغل الى أعماق وأسباب المشكلة أو الموضوع المراد بحثه.
  2. معلوماتها أكثر شمولية وتفصيلا: حيث تكون الملاحظة مفصلة، بحيث تؤمن للباحث كل المعلومات التي يريد الحصول عليها، بل وتؤمن حتى معلومـات إضافية لم يكن الباحث يتوقعها الباحث.
  3. معلوماتها أدق وأقرب ما تكون إلى الصحة: فالمعلومات والإجابات التي يحصل عليها الباحث عن طريق الملاحظة هي أقرب ما تكون الى الواقع والصحة، وأكثر دقة من أي أسلوب آخر.
  4. العدد المطلوب بحثه من العينات هو أقل مقارنة بالوسائل والأدوات الأخرى.
  5. الملاحظة تسمح بمعرفة وتسجيل النشاط: أو السلوك ساعة حدوثه، وفي نفس الوقت الذي وقع فيه فالملاحظة أسلوب مباشر، يتم الحصول على المعلومات من الموقف الذي تحدث فيه.
  6. ما يميز الملاحظة عن الأساليب الأخرى: كالمقابلة والاستبيان، هو أن هنالك فرق بين ما يقوله الأفراد ويكتبونه، وما هو موجود في داخلهم.
  7. الملاحظة أسلوب أمثل: لدراسة استجابة شرائح محددة من أفراد المجتمع، مثل الأطفال، نظراً لأنهم أقل وعياً بذواتهم أثناء الملاحظة من البالغين.
  8. يمكن أن تستخدم الملاحظ كأسلوب داعم: للمعلومات التي جمعت بأساليب أخرى، مثل المقابلة، كما وتستخدم الملاحظة لتقدير مدى صدق إجابات المقابلة.

ثانياً: عيوب الملاحظة:

أهم سلبيات وعيوب أسلوب الملاحظة فيمكن تلخيصها كالآتي:
  1. قد يعمد بعض الناس الى التصنع وإظهار ردود فعل وانطباعات مصطنعة الى الشخص القائم بالبحث ، وذلك عند معرفة هؤلاء الناس أنهم تحت المراقبة والملاحظة.
  2. كثيراً ما تتدخل عوامل خارجية تعيق أسلوب الملاحظة للباحث، مثل الطقس، والعوامل الشخصية الطارئة، وغير ذلك.
  3. أنها محدودة بالوقت والمكان الذي تحدث أو تقع فيه الأحداث، وقد تحدث في أماكن متفرقة لا يتسنى للباحث وجوده فيها كلها، لذا فأنه يكون من الصعب جداً عليه أن يجمع البيانات والمعلومات والأدلة الضرورية اللازمة.
  4. بالنسبة لحياة الناس الخاصة هنالك بعض الحالات الصعبة التي قد لا يسمح فيها للملاحظة أو قد لا تفيد فيها الملاحظة.
  5. قد تستغرق عملية جمع المعلومات وقتاً طويلاً، أطول مما يستطيعه الباحث.
  6. أخيراً فإن تنفيذ أسلوب الملاحظة من دون معرفة الشخص الذي يلاحظه الباحث قد تعني ومخالفة لأخلاقيات البحث العلمي.
 
تعليقات