منهجية التعامل مع المقابـلة في البحث العلمي
أداة وأسلوب المقابلة في البحث العلمي عبارة عن حوار، أو محادثة أو مناقشة، موجهة، تكون بين الباحث عادة، من جهة، وشخص، أو أشخاص آخرين، من جهة أخرى، وذلك بغرض التوصل إلى معلومات تعكس حقائق أو مواقف محددة، يحتاج الباحث التوصل إليها والحصول عليها، في ضوء أهداف بحثه.
ما هي المقابلة في البحث العلمي؟:
تمثل المقابلة مجموعة من الأسئلة والاستفسارات والإيضاحات، التي يطلب الإجابة عليها، أو التعقيب عليها، وتكون المقابلة عادة وجها لوجه، بين الباحث والشخص أو الأشخاص المعـنيين بالبحث.
قد ظهرت وسائل أخرى للمقابلة، مثل الاتصال عبر الهاتف، أو عبر الإنترنت، أو عبر وسائل الاتصال الحديثة المناسبة.
ما هي أنواع المقابلة في البحث العلمي؟:
ينظر إلى المقابلة من زاوية أخرى، وتقسم إلى أنواع بطريقة مختلفة، وهي كالتالي:
المقابلة المباشرة أو الشخصية:
ونقصد بها المقابلة وجهاً لوجه بين الباحث والشخص، أو الأشخاص المعنيين بالبحث، وهذه هي أكثر أنواع المقابلات استخداماً في البحث العلمي.
المقابلة الهاتفية:
وهي إما أن تكون مكملة للمقابلة الشخصية، أي استكمالاً لبعض المعلومات التي كان الباحث قد حصل عليه، أو أن تُجرى للأشخاص المبحوثين على الهاتف، لأسباب تخرج عن إرادة الباحث والمبحوث.
المقابلة بواسطة الوسائل الإلكترونية:
فبعد كل هذا التطور التكنولوجي الحديث يكون بالإمكان محاورة الباحث للمبحوثين عن طريق البريد الإلكتروني أو الحديث الصوتي والمرئي الإلكتروني عن طريق الإنترنت، والاتصالات عن بعد.
المقابلة المقننة، أو المبنية بناء محكماً مسبقاً (structured interview):
تكون اسئلتها محددة سلفاً، ومقننة للإجابات. وبذلك فهي تشبه أسئلة الاستبانة، إلا أن الباحث يقوم بكتابة إجابات الأشخاص الذين تتم مقابلتهم.
المقابلة شبه المقننة:
حيث يكون الباحث قد أعد مجموعة من الأسئلة، ولكنه قد يغير في تسلسلها، أو يحذف بعضها، أو يضيف بعضاً آخر لها، وفق مجريات المقابلة والمعلومات التي جمعها.
المقابلة المفتوحة:
التي تسمى المقابلة غير المصممة مسبقاً،(unstructured interview) حيث يثبت الباحث أسئلة محدودة جداً، ويترك أمور الأسئلة الأخرى تتطور وفق ما تمليه الحاجة وطبيعة المقابلة، وهي تسمى أيضاً المقابلة المتعمقة (In-depth Interview)، وهي تشتمل على إجراءات مباشرة بين الباحث والمتحاور، أو مجموعة متحاورين، وهي تختلف عن المقابلة التقليدية (المعدة) مسبقاً بالآتي:
- على الرغم من أن الباحث ربما يكون لديه بعض الاسئلة الإرشادية الأولية، أو مفاهيم مركزية لغرض الاستفسار عنها إلا أنه لا يمتلك أداة معدة مسبقا أو محددات بشكل رسمي.
- الباحث هو حر في أن يحرك الحوار أي اتجاه يظهر، وفي أي اهتمام.
- نظراً لأن كل مقابلة تكون عادة فريدة، أو مختلفة، ومن دون مجموعة من أسئلة معدة مسبقاً تسأل لكل المتحاورين المشاركين، فهي تكون عادة أكثر صعوبة في تحليل بياناتها، من المقابلة المتفاعلة، خاصة عندما يحاول الباحث توليفها وتنسيقها بين المتحاورين.
خطوات إجراء المقابلة في البحث العلمي:
يوجد عدة خطوات لإجراء المقابلة، وهي كالتالي:
أولاً: تحديد الهدف أو الأهداف والأغراض من المقابلة:
- يجب أن يحدد الباحث هدفه أو أهدافه من إجراء المقابلة.
- يجب أن يقوم الباحث بتعريف هذه الأهداف للأشخاص أو الجهات التي سيجري المقابلة معها.
- على الباحث أن لا يجعل من هدفه أو غرضه شيئاً غامضاً، أو يتركه معلقاً بالصدف أثناء إجراء المقابلة ومستجداتها.
ثانياً: الإعداد المسبق للمقابلة:
تشتمل هذه الخطوة على التالي:
- تحديد الأفراد أو الجهات المشمولة بالمقابلة، بحيث تكون كافية ووافية بأغراض البحث ومتناسبة مع وقت وجهد الباحث.
- تحديد الأسئلة والاستفسارات المطلوب طرحها على الأفراد والجهات المعنية، وربما تكون من المستحسن إرسالها أو تسليمها قبل إجراء المقابلة، بغرض إعطاء فكرة للأشخاص المبحوثين عن موضوع البحث وتهيئتهم البيانات المطلوبة للباحث.
- تجنب التكذيب أو إعطاء الانطباع أن الجواب غير صحيح.
- تجنب الباحث معرفة الجواب، أو أنه يعرف بقية الجواب من خلال كلمات جوابية قليلة. بل ترك الشخص المعني بالإجابة إكمال الجواب، والطلب منه توضيح ذلك وإعطاء أمثلة أو ما شابه ذلك.
ثالثاً: تنفيذ وأجراء المقابلة:
تشتمل على التالي:
- إعلام الأشخاص والجهات المعنية بالمقابلة والجهة التي ينتسب اليها الباحث وتأمين التعاون المسبق والرغبة في إعطاء البيانات المطلوبة للبحث.
- تحديد موعد مناسب مع الأفراد والجهات المعنية بالبحث والالتزام به من قبل الباحث.
- إيجاد الجو المناسب للحوار من حيث المظهر اللائق للباحث واختيار العبارات المناسبة للمقابلة.
- دراسة الوقت المحدد لجمع كل البيانات والمعلومات المطلوبة وبشكل لبق.
- التحدث بشكل مسموع وبعبارات واضحة.
- إذا كانت المعلومات تخص شخصاً واحداً محدداً في العينة فيستحسن أن تكون المقابلة معه على انفراد، وبمعزل عن بقية الأفراد والعاملين معه، أو الذين يشاركونه في النشاط الاجتماعي أو الوظيفي المعني بالمقابلة.
رابعاً: تسجيل المعلومات:
يجب أن تسجل الإجابات والملاحظات التي يبديها الشخص المعني بالمقابلة ساعة إجراء المقابلة، وأن تسجل نفس الكلمات المستخدمة من قبل الشخص.
يجب أن يبتعد الباحث عن تسجيل التفسيرات التي لا تستند على الأقوال والإجابات الفعلية، أي أن يبتعد الباحث عن تفسير معاني العبارات التي يعطيها الأشخاص المعنيين بالبحث، بل أن يطلب منهم التفسير، إذا تطلب الأمر ذلك.