📁 المقالات الحديثة

ما هي خطة البحث العلمي وأهم عناصرها بالترتيب

خطة البحث العلمي وأهم عناصرها بالترتيب

ما هي خطة البحث العلمي وأهم عناصرها بالترتيب

 البحث العلمي هو حجر الزاوية في تطور المعرفة البشرية، حيث يساهم في اكتشاف الحقائق وصقل النظريات وتطوير التطبيقات العملية، فإعداد خطة البحث العلمي هو الخطوة الأولى والأساسية في هذه العملية، إذ يمثل خارطة الطريق التي توجه الباحث نحو تحقيق أهدافه البحثية بكفاءة وفعالية. تتضمن خطة البحث العلمي مجموعة من العناصر الأساسية التي تساعد في تنظيم وتوجيه الجهود البحثية.
تُعد خطة البحث العلمي من الأسس الهامة التي تساهم في نجاح أي دراسة أكاديمية، حيث تمثل الإطار النظري والتنظيمي للبحث، مما يساعد الباحث على تنظيم أفكاره وترتيب خطواته بشكل منهجي ودقيق، وتعتبر خطة البحث أداة فعّالة لتوجيه الباحث نحو تحقيق أهدافه البحثية بشكل منظم ومدروس، وتساعده في تحديد المصادر والأساليب التي سيعتمد عليها في جمع وتحليل البيانات.

تعريف خطة البحث العلمي:

خطة البحث العلمي هي التصور المستقبلي المسبق لكيفية تنفيذ البحث وجمع المادة العلمية، بالإضافة إلى طرق معالجتها أو تحليلها، وأسلوب عرض نتائج البحث بعد إتمامه. تُعد هذه الخطة مجموعة من الخطوات التفصيلية والقواعد التي سيلتزم بها الباحث خلال عملية البحث.
تُعرف خطة البحث العلمي بشكل عام بأنها الخطوط العريضة التي توجه الباحث أثناء تنفيذ دراسته، تشبه هذه الخطة البوصلة التي تساعد الباحث على معرفة الاتجاه الذي يسير فيه وتوجهه خلال رحلته البحثية.
تُعرف خطة البحث العلمي بأنها الإطار العام الذي يتبعه الباحث أثناء إجراء دراسته، حيث تعتبر المرشد الأساسي الذي يوجهه إلى موضع وأهمية بحثه وأهداف الدراسة، إذ تحدد الخطة الوسائل والأهداف التي يجب تحقيقها، والأدوات التي سيتم استخدامها، وتقدير التكلفة المطلوبة والمدة الزمنية اللازمة للتنفيذ، كما تساعد الخطة الباحث في التعرف على التحديات والمشكلات المحتملة وتحديد الحلول والاحتياطات المناسبة للتعامل معها.

أهمية خطة البحث العلمي:

تتمثل أهمية إعداد خطة البحث العلمي في النقاط التالية:
  1. توفر مرجعًا للباحث أثناء إجراء البحث، مما يسهل عليه الرجوع إليها عند نسيان بعض العناصر.
  2. تساعد الباحث في تحديد هدف دراسته للموضوع المطروح، وتلزمه بالمدة الزمنية المحددة له، والإمكانات المتاحة.
  3. تحدد الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المحدد من البحث.
  4. تذكر العقبات والصعوبات التي قد يواجهها الباحث عند تنفيذ البحث، مما يمكنه من السعي للتغلب على هذه الصعوبات، أو التراجع عن الموضوع المطروح إذا كانت مشكلة الدراسة تتجاوز إمكانياته الزمنية أو المادية.
  5. تمكن المشرفين من تقويم البحث قبل تنفيذه من حيث أهميته، وتقدير حجم الجهد المطلوب، وقدرة الباحث، ووضوح منهجه.
  6. توفر أساسًا لتقويم مشروع البحث، وتساعد في متابعة الإشراف عليه خلال فترة تنفيذ البحث.
  7. تساعد خطة البحث العلمي الباحث في تحديد هدف دراسته بدقة، كما تساعده في اختيار الطريق الأمثل للوصول إلى الهدف المحدد بأكبر قدر من السهولة، حيث تعمل الخطة على توقع العقبات التي قد تواجه الباحث أثناء تنفيذ البحث، مما يضمن له توفير الوقت والجهد والمال. 
  8. كما تساهم في تقويم البحث قبل تنفيذه، من خلال تقييم أهميته، وتقدير حجم الجهد المطلوب، وقدرة الباحث، ووضوح منهجه، مما يساعد الباحث واللجنة المجيزة على اتخاذ قرارات مستنيرة. 
  9. توفر الخطة أيضًا أساسًا للمشرف لتقييم مشروع البحث، ومتابعة عملية الإشراف خلال فترة تنفيذ البحث.
  10. تقدم الخطة البحثية المكتوبة مرجعًا ومرشدًا للباحث أثناء إجراء البحث، مما يسهل عليه الرجوع إليها عند نسيان بعض العناصر أو عند حدوث أي طارئ، وبالتالي يساعد وجود خطة مكتوبة الباحث في تقويم موقفه من الخطوات المتبقية من البحث.

أهم عناصر خطة البحث العلمي بالترتيب:

تشتمل خطة البحث العلمي على عدة مكونات وهي كالتالي:
  1. العنوان.
  2. المقدمة.
  3. مشكلة البحث.
  4. أسئلة البحث.
  5. أهداف البحث.
  6. أهمية البحث (نظرية- تطبيقية).
  7. حدود البحث.
  8. مصطلحات البحث.
  9. الاطار النظري والدراسات السابقة.
  10. فروض البحث.
  11. منهج البحث وإجراءاته.
  12. مجتمع البحث.
  13. عينة البحث.
  14. أدوات البحث.
  15. الاساليب الإحصائية.
  16. التصور المقترح لفصول الرسالة.
  17. المراجع.
اقرأ عناصر خطة البحث العلمي مقال شامل ومفصل

كيفية إعداد خطة البحث العلمي:

لإعداد خطة البحث العلمي يجب إتباع عدة مراحل وهي كالتالي:

المرحلة الأولى: مرحلة إعداد  البحث العلمي:

يتفق معظم الكتاب والباحثين على الخطوات الرئيسية في مرحلة الإعداد للبحث العلمي، على الرغم من أن التفاصيل قد تختلف بناءً على متطلبات البحث والفلسفة العلمية التي يتبعها كل باحث. ومع ذلك، فإن الخطوات الأساسية لإعداد البحوث العلمية، بغض النظر عن نوعها أو غرضها، تشمل:
  1. الخطوة الأولى: اختيار الموضوع.
  2. الخطوة الثانية: تحديد المادة العلمية اللازمة.
  3. الخطوة الثالثة: تجميع المادة العلمية.
  4. الخطوة الرابعة: تحديد مشكلة البحث.
  5. الخطوة الخامسة: وضع خطة البحث العلمي.
سنقدم شرحًا موجزًا لكل خطوة من هذه الخطوات لمساعدة الباحث في تنظيم أفكاره والسير على الطريق السليم نحو إنجاز بحثه.

الخطوة الأولى: اختيار الموضوع:

الخطوة الأولى في كل بحث هي اختيار الموضوع، حيث يحدد الباحث موضوعًا يود استكشافه ودراسته، حيث يجد الباحثون الجدد عادةً صعوبة في اختيار موضوعاتهم، وغالبًا ما يلجؤون إلى بعض الباحثين، وخاصة أساتذة الجامعات، لتحديد موضوع البحث. هذه الطريقة غير مستحسنة، فقد يقترح عليهم هؤلاء موضوعات لا تتوافق مع ميولهم الحقيقية.
لقد أثبتت التجربة أن الطلاب الذين يوفقون في اختيار موضوعات أبحاثهم يكونون أكثر تفوقًا من أولئك الذين يُفرض عليهم بحث معين، وبغض النظر عن الأسباب وراء اختيار الموضوع، يجب على الباحث أن يلتزم بالمعايير الذاتية والموضوعية التي توجه عملية اختيار موضوع البحث العلمي:
  1. اختيار البحث ذاتيًا وبتمعن: يجب أن يكون الاختيار مبنيًا على الأسباب المذكورة سابقًا.
  2. فائدة علمية: يجب أن يكون البحث ذو قيمة علمية، يضيف معرفة جديدة.
  3. مدى ملاءمة الموضوع: ينبغي ألا يكون البحث واسعًا جدًا أو ضيقًا جدًا، وكلما كان ضيقًا كان أكثر صلاحية للبحث والدراسة، مما يتيح للباحث، خاصة المبتدئ، الإلمام بأطراف البحث وتفاصيله.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها:
  1. الخبرة والقدرة العلمية: يجب أن يكون لدى الباحث خبرة كافية في الموضوع المختار. في كثير من الحالات، قد يختار الطالب موضوعًا معينًا للبحث، وبعد فترة يكتشف أن خبرته غير كافية لإتمامه بشكل جيد.
  2. توفر المعلومات والبيانات: يسهل توفر المراجع والكتب والمذكرات اللازمة مهمة الباحث، لذلك يجب التأكد من توفر المعلومات اللازمة عند اختيار الموضوع، حيث أن صعوبة الحصول على المعلومات أو عدم كفايتها قد تجعل تنفيذ البحث مستحيلًا أو صعبًا.
  3. الإمكانيات المادية: بعض الأبحاث تتطلب إمكانيات مادية كبيرة قد لا تكون متاحة للباحث. لذلك، يجب أن يأخذ الباحث في الاعتبار التكاليف اللازمة لتنفيذ البحث ومدى توفرها ضمن الإمكانات المالية المتاحة له.

الخطوة الثانية: تحديد المادة العلمية اللازمة:

بعد اختيار موضوع البحث العلمي والقيام بالإجراءات الإدارية لتسجيله رسميًا لدى الجهات المختصة، تأتي الخطوة التالية في البحث وهي عملية التوثيق، حيث تشمل هذه الخطوة تحديد المادة العلمية المتعلقة بموضوع البحث وفحصها بدقة مع تجنب المعلومات الهامشية، وذلك باستخدام الطرق والأساليب والإجراءات الفنية والعملية المختلفة.
تُعد هذه الخطوة أولى الخطوات الميدانية الحقيقية في إعداد البحوث، لذا من الضروري أن يقوم الباحث بتهيئة الظروف التي تضمن صحة إتمامها، حيث تتوقف عليها نتائج الدراسة ودقتها، فكلما كانت المراجع متوفرة ومتنوعة من جهة، وكان الباحث مجتهدًا في الاستفادة منها من جهة أخرى، كان نجاح البحث أكبر.
يمكن للباحث الحصول على المراجع من خلال:
  1. الكتب الحديثة المتعلقة بموضوع بحثه، والاستفادة من قائمة المراجع فيها.
  2. فهارس المعارض الكبرى وفهارس المكتبات العامة والتجارية للاطلاع على أسماء الكتب التي يمكن أن تفيد الباحث في بحثه.
  3. الاستفادة من أصحاب الخبرة في مجال بحثه، لتزويده بأسماء المراجع المناسبة، والمشرف على رأس القائمة.
  4. الاستفادة من أسماء المراجع الواردة في مجلات البحوث التي تصدرها الجامعات والمعاهد المتخصصة.
  5. الاستفادة من المراجع التي استخدمها طلاب الدراسات العليا في رسائلهم ذات الصلة بموضوعه.
  6. الاطلاع على الموضوع في المصادر التشريعية (النصوص القانونية واللوائح).
  7. الاطلاع على الموضوع في المصادر القضائية.
  8. في البلاد التي أدخلت نظام مراكز المعلومات أو مراكز التوثيق، يمكن الاستفادة مما لديهم من معلومات للتعرف على المراجع التي تخدم بحثه.

الخطوة الثالثة: تجميع المادة العلمية:

هناك عدة طرق لجمع المادة العلمية، وأهمها:
أولاًالقراءة: بمجرد توفر المراجع العلمية، يقوم الباحث بعملية القراءة لتحقيق الفائدة المرجوة من المراجع المتاحة، وتنقسم القراءة، بناءً على مدى عمقها، إلى ثلاثة أنواع، ولكل نوع أهدافه الخاصة:
  1. القراءة السريعة: يركز الباحث هنا على الاطلاع على فهارس الوثائق وقوائم المراجع والمصادر المختلفة، وكذلك الاطلاع على ما يتصل بموضوع بحثه بما في ذلك الخاتمة، وتهدف القراءة السريعة إلى تحديد الموضوعات والمعلومات المتعلقة بالبحث، وكذلك تعزيز قائمة الوثائق والمراجع بوثائق جديدة.
  2. القراءة العادية: خلال هذه القراءة، يأخذ الباحث ما يتصل بموضوع البحث من الموضوعات التي تم اكتشافها بواسطة القراءة السريعة، ويستخلص الأفكار والمعلومات ويدونها في الملفات المعدة لذلك.
  3. القراءة العميقة: تركز هذه القراءة على بعض المراجع والمعلومات ذات القيمة العلمية الممتازة والمرتبطة بشكل كبير بجوهر البحث، حيث تتطلب القراءة العميقة التركيز والتكرار، لأنها تولد وتعمق أفكار الباحث وتوضحها.
ثانيًا: المناقشة والاستبيان: يتصل الباحث بأصحاب الشأن في موضوع بحثه مثل الأساتذة والمختصين وأصحاب الخبرة الميدانية في ذلك المجال، فيناقشهم ويحاورهم لاستجلاء بعض مسائل بحثه وللحصول على المعلومات والاستفادة من توجيهاتهم، ويُعرف هذا بالاستبيان الشفهي المباشر الذي يتم عبر المقابلة الشخصية، وهناك أيضًا الاستبيان الكتابي الذي يتضمن تدوين الأسئلة المطلوبة وإرسالها للمعنيين.
ثالثًا: الاقتباس والتدوين: تعد عمليتا الاقتباس والتدوين جزءًا لا يتجزأ من البحث ولا غنى عنهما للباحث أثناء إنجاز بحثه، حيث يمكن أن يكون الاقتباس حرفيًا (لفظًا ومعنى)، خاصة في حالات التعريفات العلمية والاستشهاد بآراء وأقوال الفقهاء والكتاب، ويجب أن يكون الاقتباس الحرفي مدمجًا في النص وبين شولتين، وإذا كان طويلًا يُكتب في وسط الورقة بخط أصغر من العادي، وإذا تم حذف بعض العبارات من النص المقتبس توضع نقاط مكانها للدلالة على ذلك، وفي حالة الإضافة توضع بين قوسين، أما اقتباس المعنى فهو الأصل، ويكون ملخصًا لمعنى الأفكار بأسلوب الباحث ولغته، ويشمل التدوين تسجيل الملاحظات وتلخيص الأفكار ونقل المعلومات والبيانات المحصلة تحت عنوان الفصل أو المبحث الذي تتعلق به، مع المحافظة على نظام الأمانة العلمية.

الخطوة الرابعة: تحديد مشكلة البحث:

  • يُعد تحديد المشكلة وتحليلها شرطًا أساسيًا لإجراء أي بحث علمي. تُعرَّف المشكلة بأنها موقف غامض يثير قلق الباحث ويولد لديه رغبة في الكشف عن هذا الغموض أو تساؤل يتطلب بحثًا أو تحريًا. 
  • من الجدير بالذكر أنه ليس لكل مشكلة حلاً علميًا؛ فهناك أسئلة تثير الفضول لكنها لا تخضع للتجربة العلمية، كما أن هناك مشكلات تتعلق بالأفضليات الشخصية وبالتالي لا يمكن معالجتها بالبحث العلمي.
  • يجب على الباحث أن يراعي الدقة والوضوح عند صياغة المشكلة، فيختار الألفاظ والمصطلحات التي تعبر عن مضمون المشكلة بدقة، وينبغي أن تكون المشكلة محددة بحيث لا تكون واسعة متعددة الجوانب أو ضيقة للغاية، مما يصعب فهمها بوضوح.
يمكن صياغة المشكلة بإحدى الطريقتين التاليتين:
  1. الصيغة التقريرية أو اللفظية: تعبر عن المشكلة بجملة خبرية.
  2. الصيغة الاستفهامية أو صيغة السؤال: تعبر عن المشكلة بجملة استفهامية.

الخطوة الخامسة: وضع خطة البحث:

تُعد خطوة إعداد خطة البحث العلمي هذه الخطوة في حياة البحث العلمي من أخطر وأصعب مراحله، إذ لا يعني تحديد الباحث لمشكلة بحثه بدقة أن مصاعبه قد انتهت؛ لذلك، يتعين على الباحث تصميم خطة البحث بدقة وعناية، سواء كان من طلبة الدراسات العليا أو من العاملين في المجالات العلمية.
يُعتبر إعداد خطة البحث أمرًا مهمًا لأسباب عدة، منها:
  1. تحديد المراجع والمصادر: حتى لا يُفاجأ الباحث عند الشروع في البحث بعدم توفرها أو صعوبة الحصول عليها.
  2. تحديد الجوانب البحثية: مما يساعد في تحديد الوقت اللازم لإجراء البحث.
تُعتبر مرحلة وضع خطة البحث الأنسب لترتيب موضوعات البحث، وبغض النظر عن اختلاف الخطط، يجب أن تحتوي وفق صورتها التقليدية المتعارف عليها على العناصر التالية:
  1. عنوان البحث.
  2. مقدمة البحث.
  3. متن البحث.
  4. الخاتمة.
  5. الملاحق.
  6. المصادر والمراجع الأساسية.
  7. الفهرس.

المرحلة الثانية: مرحلة تحديد عناصر البحث العلمي:

يتكون البحث العلمي من عدة عناصر وأجزاء تتكامل مع بعضها لتشكل هيكله وصورته المتكاملة، حيث تشمل عناصر البحث العلمي: عنوان البحث، مقدمة البحث، متن البحث، خاتمة البحث، ملاحق البحث، المراجع المعتمدة في البحث، وفهرس عناوين البحث.

أولاً: عنوان البحث:

يشير العنوان إلى موضوع البحث ومجاله، ويكون عنوان البحث المقترح في خطة البحث هو نفسه عند الانتهاء منه. غالبًا ما يُراعى في العنوان الأمور التالية:
  1. أن يكون محددًا ويتضمن أهم عناصر البحث.
  2. أن يُكتب بعبارة مختصرة ولغة سهلة.

ثانياً: مقدمة البحث العلمي:

بعد عنوان البحث، يأتي العنصر الثاني من عناصر البحث العلمي، وهو المقدمة، حيث تبدأ أي دراسة علمية بمقدمة عامة يتناول فيها الباحث عددًا من الجوانب الأساسية لموضوع دراسته باختصار، وتبرز أهمية المقدمة في أنها واجهة الدراسة وأول ما يصادف القارئ في أي مؤلف علمي. يشترط في المقدمة الإيجاز والوضوح والدقة في عناصرها ومضمونها، وتحديد الجوانب الأساسية التالية:
  1. تمهيد: يقدم الباحث فكرة ومدخل عن موضوع البحث، ويستعرض الإطار النظري والدراسات السابقة المتعلقة بموضوعه بصورة مختصرة ومفيدة.
  2. مشكلة البحث.
  3. أهمية الموضوع: توضح المقدمة أهمية الموضوع وانعكاساته على تطوير العمل في مجال الدراسة، وتنبع أهمية البحث من إمكانية الاستفادة من نتائجه وتعميمها على المواقف المماثلة.
  4. أهداف البحث: تقديم أهداف البحث بشكل موجز.
  5. أسباب اختيار مشكلة البحث: توضيح الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار مشكلة البحث.
  6. خلفية تاريخية عن الموضوع.
  7. المشاكل والعراقيل: توضيح أهم المشاكل والعراقيل النظرية والعملية التي قد تعترض عملية إعداد البحث.
  8. منهج الدراسة: توضيح منهج الدراسة المتبع.
  9. خطة وتقسيم الموضوع: عرض خطة البحث وتقسيم الموضوع.

ثالثاً: المتن الرئيسي لموضوع البحث:

المتن الرئيسي للبحث العلمي هو الجزء الأكبر في البحث، ويجب على الباحث أن يراعي فيه حسن التبويب، ويُقسّم البحث إلى أبواب رئيسية، وتُقسّم الأبواب إلى فصول، والفصول إلى مباحث، والمباحث إلى مطالب، ويجب أن تكون العناوين مطابقة للمحتوى ومركزة ومختصرة وواضحة الدلالة ومحددة ومباشرة.
يتضمن متن البحث أيضًا كافة عمليات المناقشة والتحليل والتركيب العلمي لجوانب وحقائق ومعلومات الموضوع محل الدراسة والبحث العلمي.

رابعاً: خاتمة البحث:

تتضمن خاتمة البحث عادة ثلاثة أمور مهمة:
  1. الخلاصة: تُعرض بشكل موجز ومركز شامل لكل ما جاء في البحث، دون توسع أو تقديم شرح أو تحليل جديد، إذ تُستخدم الخلاصة لجمع محتوى البحث في أقل عدد ممكن من العبارات أو الجمل التي تلخص الموضوع أو المشكلة وكيفية تحليلها وصولًا إلى الحل.
  2. نتائج البحث: رغم أن النتائج تُذكر في كل فصل بشكل مستقل، إلا أنه يتم عرضها هنا بشكل موجز، إذ تمثل النتائج ما توصل إليه الباحث بعد إجراء الدراسة، ويمكن تقديمها كسرد لحقائق وصفية.
  3. التوصيات أو الاقتراحات: إذا كانت لدى الباحث توصيات، تُورد أيضًا في خاتمة البحث، حيث هناك من يرى أن الخاتمة الجيدة لا تتضمن آراء أو توصيات شخصية للباحث لتكون مرآة صادقة لما تم إنجازه في البحث، والتوصيات هي مجموعة الحلول التي توصل إليها الباحث، 
  4. إذا ذُكرت الحلول في متن البحث، فمن الضروري تكرارها في الخاتمة، ويجب على الباحث تجنب استخدام عبارات مثل يجب، يستوجب، يلزم، يتعين، ينبغي لأنها تُعد توصيات غير ملزمة؛ وبدلًا من ذلك، يُفضل استخدام عبارة من الضروري أن.

خامساً: الملحق والملاحق:

قد يستعين الباحث خلال بحثه بوثائق قانونية أو تاريخية رسمية، أو جداول، أو صور حية يصعب إدخالها ضمن نص البحث؛ في هذه الحالة، يلجأ الباحث إلى تخصيص باب للملاحق، حيث يقوم بترتيبها وترقيمها، ويشير أثناء البحث إلى رقم الملحق المرتبط بالفكرة المعنية.

سادساً: المصادر والمراجع:

في عملية تأليف البحث العلمي، لا يبدأ العلم من الفراغ، وكل الحقائق والنتائج والأفكار التي نصل إليها هي نتيجة جهود باحثين قبلنا، ومن المبادئ الأساسية للأمانة العلمية أن ننسب أعمالهم إليهم بشكل صحيح، ويتم ذلك أولاً عن طريق تخصيص باب خاص للمراجع يشمل أسماء جميع المراجع التي استعن بها الباحث في بحثه؛ ثانياً، عن طريق عملية التهميش، ويكون للباحث الخيار في اختيار الطريقة المناسبة توثيق المصادر في البحث وفق للنظام المعتمد في جامعته:
  1. الإشارة الى المراجع على كل صفحة بأرقام مستقلة: يتم وضع أرقام مستقلة للمراجع في الهامش أسفل كل صفحة، ويتم الترقيم من جديد في كل صفحة؛ على سبيل المثال، يبدأ الترقيم في الصفحة الأولى برقم (1) ويتابع برقم (2) وهكذا.
  2. الترقيم المتصاعد لكل فصل بشكل مستمر: يتم إعطاء رقم مسلسل متصل لكل مرجع على حدة، ويستمر الترقيم التصاعدي على مدار كل فصل، ويبدأ الترقيم في كل فصل من (1) ويستمر حتى نهاية الفصل.
  3. الترقيم المتصاعد لمراجع البحث كامل: يتم إعطاء رقم مسلسل متصل لجميع مراجع البحث بداية من (1) ويستمر حتى نهاية الرسالة أو البحث.
بيانات المرجع تشمل:
  1. اسم المؤلف ولقبه
  2. عنوان الكتاب أو المجلة
  3. اسم بلد النشر
  4. اسم دار النشر
  5. رقم الطبعة المعتمدة
  6. سنة النشر
  7. رقم الصفحة
في حالة تكرار اسم المرجع مرتين متتاليتين بدون فصل بينهما بمرجع آخر، يتم كتابة البيانات التفصيلية للمرجع في المرة الأولى، وفي المرة الثانية يتم ذكر المرجع السابق، ص.
إذا كان هناك تكرار لنفس المؤلف واسم المرجع، فيجب ذكر اسم المؤلف مع اسم المرجع وعبارة (مرجع سابق) متبوعة برقم الصفحة المعنية.

المرحلة الثالثة: مرحلة كتابة البحث العلمي:

بعد إنهاء مراحل اختيار الموضوع، جمع الوثائق والمصادر، والقراءة وتخزين المعلومات، يأتي المرحلة الأخيرة والأهم، وهي كتابة البحث بشكله النهائي. في هذه المرحلة، يتضح فكر الباحث وأسلوبه الأدبي، وتظهر أهداف البحث والنتائج المرجوة من خلال كيفية صياغته للأفكار والنتائج التي وصل إليها.
  1. يتمثل الأمر الأساسي في أن كتابة البحث ليست مجرد استنساخ لما تم قراءته في الكتب، بل هي تسجيل وتحليل وتقويم للملاحظات والمعلومات التي وصل إليها الباحث، ولضمان أن يكون البحث ذو جودة عالية، يجب على الباحث الالتزام بالضوابط التالية:
  2. اعتماد أسلوب خاص في الصياغة: يجب على الباحث استخدام أسلوبه الخاص في صياغة الأفكار بطريقة تعكس أسلوبه الشخصي.
  3. انتقاء الكلمات وترتيب العبارات بعناية: ينبغي اختيار الكلمات بدقة وترتيب العبارات بشكل منطقي، مع تجنب استخدام الألفاظ الغامضة، كما يُنصح بمراجعة الكتابات من قبل خبراء في اللغة لتصحيح الأخطاء اللغوية وضمان سلامة الأسلوب وجماليته.
  4. الدقة والأمانة في الاستشهاد بالمصادر: يجب على الباحث الدقة في نسبة الأفكار إلى أصحابها، وذلك بإشارة واضحة للمصادر وتوضيحها في الهامش أسفل كل صفحة، لتسهيل الوصول إلى المراجع المستخدمة.
  5. الاهتمام بالهامش وترتيبه بدقة: ينبغي تنظيم الهامش بدقة وفق النظام المعتمد، مما يساعد في تسهيل قراءة البحث وفهمه.

بالإضافة إلى الضوابط السابقة، يمكن إضافة بعض الشروط الأخرى التي يمكن أن يفضلها الباحث عند كتابة وتوثيق البحث، مثل تنظيم البحث بطريقة تتبع الخطة المحددة مسبقاً، وإدراج خلاصة للمعلومات في نهاية كل باب أو فصل، وتجنب استخدام الاصطلاحات الأجنبية إلا عند الضرورة، بالإضافة إلى الاهتمام بالشكل العام للصفحات من حيث المسافات.

نموذج خطة بحث علمي (pdf):

لتحميل نموذج خطة بحث علمي pdf يمكن الضغط على الرابط المشار إليه للاطلاع والتحميل المجاني.

تعليقات