تعلم خطوات إعداد خطة بحث علمي مميزة
تُعَتَبر خُطّة البحث بمثابة الهيكل التنظيمي للرسالة، وتعلم خطوات إعداد خطة بحث علمي مميزة أمر شديد الأهمية، فهي المشروع الهندسي الذي يُقام عليه حل المشكلة التي يُراد معالجتها من خلال البحث، وإن القيام ببحث دون خطة سابقة ومدروسة قد يؤدي إلى الفشل، لذلك يجب على الباحث تجنب التعقيدات والتقسيمات الكثيرة التي قد تربك القارئ وتثير لديه الحيرة والاختلاط؛ هذا وإذا كانت التقسيمات واضحة ومبسطة، وكان منهج البحث واضحًا وسليمًا، وتحديد المشكلة دقيقًا وواضحًا، فإن ذلك يسهل على القارئ فهم واستيعاب محتوى البحث بشكل أفضل وأشمل.
ما هي خطة البحث العلمي؟
تعرف خطة البحث بأنها مشروع عمل منظم يهدف إلى إكمال متطلبات التخرج للدرجات العلمية مثل الماجستير أو الدكتوراه، إذ تشمل الخطة الخطوات التفصيلية والقواعد التي سيتبعها الباحث لتحديد مشكلة البحث، وأسئلته، وأهدافه، وأهميته، ومنهجه، والإجراءات المتبعة في تنفيذ البحث وفق منهج علمي لاستخلاص نتائج تحقق أهداف البحث.
تشبه خطة البحث البوصلة التي توجه الباحث نحو اتجاه سيره، وتعد كالمرشد الذي يحدد موقع البحث وحدوده، والأدوات التي سيستخدمها، كما تقدّر له تكلفة البحث المادية ومدته الزمنية، وترشده إلى المشكلات المحتملة التي قد يواجهها، مما يساعده في وضع الاحتياطات اللازمة والمناسبة.
أهمية إعداد خطة البحث العلمي:
إعداد خطة البحث العلمي يُعد من الخطوات الأساسية والضرورية لأي باحث، حيث تساهم في تنظيم العمل البحثي وضمان تحقيق أهدافه، وفيما يلي بعض النقاط التي توضح أهمية إعداد خطة البحث العلمي:
- توجيه البحث: تعمل خطة البحث كبوصلة توجه الباحث وتحدد مسار العمل البحثي، مما يساعد في التركيز على الموضوع الأساسي وعدم التشتت في تفاصيل غير ضرورية.
- تحديد المشكلة والأهداف: تساعد في تحديد مشكلة البحث بوضوح، وتحديد الأسئلة والأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها، مما يسهل عملية جمع البيانات وتحليلها.
- تنظيم الوقت والموارد: تساهم في تقدير الزمن المطلوب لإنجاز البحث، وتحديد الموارد المادية والبشرية اللازمة، مما يساعد في التخطيط الجيد وإدارة الوقت بفعالية.
- توضيح المنهجية: تُحدد المنهجية والإجراءات التي سيتبعها الباحث في جمع وتحليل البيانات، مما يضمن اتباع أسلوب علمي منهجي يمكن الوثوق بنتائجه.
- تجنب المشكلات: تساعد في التعرف على المشكلات المحتملة التي قد تواجه الباحث، ووضع الخطط الاحتياطية للتعامل معها بشكل مناسب.
- تسهيل الفهم والاستيعاب: تجعل البحث أكثر وضوحًا وبساطة للقارئ، مما يزيد من فرصة فهم واستيعاب النتائج والأفكار المطروحة.
- التقييم والمراجعة: تُمكن المشرفين واللجان الأكاديمية من تقييم البحث ومراجعته بشكل دوري، مما يضمن سير العمل البحثي وفق المعايير الأكاديمية المعتمدة.
شروط إعداد خطة البحث العلمي:
إعداد خطة البحث العلمي يتطلب مراعاة مجموعة من الشروط لضمان تنظيمها ووضوحها، ولتحقيق أهداف البحث بشكل فعّال، وفيما يأتي بعض الشروط الأساسية التي يجب مراعاتها عند إعداد خطة البحث العلمي:
- وضوح الأهداف: يجب تحديد أهداف البحث بوضوح، بحيث تكون قابلة للتحقيق ومحددة بشكل دقيق، مما يسهل قياس مدى تحقيقها في نهاية البحث.
- تحديد المشكلة بوضوح: يجب صياغة مشكلة البحث بشكل واضح ومحدد، مع شرح خلفيتها وأهميتها، مما يساعد في توجيه البحث نحو الحلول المناسبة.
- اختيار المنهجية المناسبة: يجب اختيار المنهجية العلمية المناسبة لطبيعة البحث، سواء كانت منهجية كمية أو نوعية أو مختلطة، وتوضيح الأدوات والإجراءات التي سيتم استخدامها في جمع وتحليل البيانات.
- تنظيم هيكل الخطة: يجب تنظيم خطة البحث بشكل منطقي ومتسلسل، بحيث تتضمن المقدمة، مشكلة البحث، الأهداف، الأهمية، الفرضيات أو الأسئلة البحثية، المنهجية، الأدوات، الجدول الزمني، والتكلفة.
- الواقعية: يجب أن تكون خطة البحث العلمي واقعية وقابلة للتنفيذ، مع مراعاة الإمكانيات المتاحة والزمن المحدد.
- مراجعة الأدبيات: يجب تضمين مراجعة شاملة للأدبيات والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث، مما يساعد في توضيح السياق العلمي للبحث وتحديد الفجوات البحثية.
- التوثيق السليم: يجب الالتزام بأسلوب التوثيق العلمي المعتمد في كتابة المراجع والمصادر التي استند إليها الباحث في إعداد خطة البحث.
- المرونة: يجب أن تكون الخطة مرنة وقابلة للتعديل في حال ظهور متغيرات أو معوقات غير متوقعة أثناء تنفيذ البحث.
- وضوح الفرضيات أو الأسئلة البحثية: يجب تحديد الفرضيات أو الأسئلة البحثية بوضوح ودقة، بحيث تعكس ما يسعى الباحث إلى التحقق منه أو استكشافه.
- التنسيق الجيد: يجب تنسيق خطة البحث بشكل جيد، بحيث تكون مكتوبة بلغة علمية دقيقة وخالية من الأخطاء النحوية والإملائية، ومقدمة بشكل احترافي.
كيفية إعداد خطة البحث العلمي:
لإعداد خطة بحث علمي مميزة، يجب كتابة عناصرها بالترتيب كالتالي:
أولاً: تحديد عنوان خطة البحث:
يُحدَّد عنوان البحث بعد وضوح المشكلة بشكل تام في ذهن الباحث، ويشترط فيه:
- أن يكون معبِّرًا بدقة ووضوح عن موضوع البحث ومشكلته.
- أن يكون شاملًا ويعكس المجال البحثي، والتخصص، والمتغيرات البحثية، والمجتمع أو العينة.
- أن يكون بعيدًا عن التطويل الممل أو الاختصار المخل.
- أن تكون كل كلماته مفتاحًا لموضوع البحث بحيث يسهل تصنيفه وفهرسته.
- ألا يحتوي على مصطلحات تحمل أكثر من معنى.
- ألا يقتصر فيه على استخدام الاختصارات العلمية (الأجنبية) بدلاً من كتابة المصطلح العلمي الصريح (مثل استخدام اختصار SAD بدلًا من كتابة "اضطراب الرهاب الاجتماعي").
ثانياً: كتابة المقدمة:
تهدف المقدمة إلى تهيئة ذهن القارئ لفهم موضوع البحث أو مشكلته، وتسليط الضوء على نطاق المشكلة وأبعادها. يمكن تحديد محتويات المقدمة كما يلي:
- توضيح نطاق المشكلة.
- توضيح أهمية الموضوع.
- توضيح الفجوة الناتجة عن عدم القيام بهذا البحث.
- استعراض الجهود السابقة في هذا المجال.
- تحديد ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة، والجانب الذي ستتناوله مما أغفلته الدراسات السابقة.
- توضيح أسباب اختيار الباحث لهذه المشكلة.
ثالثاً: تحديد مشكلة الدراسة:
تمثِّل مشكلة البحث نقطة البداية لعمل الباحث، وهي جوهر البحث ومحوره. بدون وجود مشكلة أو موضوع معين، لا يكون هناك مبرر للباحث لمعالجة الفكرة؛ لذا، ينبغي تحديد المشكلة بدقة دون مبالغة أو تهوين.
بعد المقدمة، يجب على الباحث صياغة عبارة تبرز أصالة مشكلته واختلافها عن الدراسات السابقة في المجال، مشيراً إلى الحاجة الملحة لبحثها، كما يجب التركيز على العوامل المحددة التي سيتم تناولها في البحث، والتي تكون قابلة للدراسة ضمن قدرات الباحث.
رابعاً: تعيين أسئلة البحث:
يصوغ الباحث أسئلة البحث في ضوء مشكلة البحث، بحيث تستوفي متغيرات البحث وتصاغ بلغة علمية دقيقة تُبيِّن علاقتها بالمشكلة وأسباب البحث، ويجب أن تكون الأسئلة بعيدة عن التقليدية والسطحية؛ وبدلاً من ذلك، تكون متعمقة وفقًا للموضوع المبحوث، كما ينبغي أن تكون محددة بدقة، قابلة للإجابة، ومرتبطة بأهداف البحث.
يجب على الباحث تجنب الأسئلة غير المرتبطة بمشكلة بحثه، والأسئلة المركبة، والأسئلة الطموحة التي قد تتجاوز قدرات الباحث وحدود بحثه الموضوعية والزمنية والمكانية والبشرية.
خامساً: تحديد اهداف البحث:
تعد أهداف البحث الغاية التي يسعى الباحث إلى تحقيقها من خلال دراسته، وترتبط هذه الأهداف بشكل مباشر بمشكلة البحث وأسئلته، لذا يتم صياغتها كعبارات تقريرية تعكس أسئلة البحث، وينبغي أن تكون أهداف البحث ذكية (SMART)، أي:
- محددة بدقة (Specific): تكون الأهداف واضحة ومحددة.
- قابلة للقياس (Measurable): يمكن قياس نتائجها.
- قابلة للتحقيق (Attainable): يمكن الوصول إليها وتحقيقها.
- واقعية (Realistic): تكون واقعية ومرتبطة بالهدف الأساسي للبحث.
- محددة بإطار زمني (Timely): تحدد ضمن مدة زمنية معينة تتماشى مع لائحة الجامعة للدراسات العليا، بحيث يتعين على الباحث تحقيق هذه الأهداف خلال الفترة المتاحة له.
تعرف على منهجية إعداد خطة البحث العلمي
سادساً: أهمية البحث:
يركز الباحث في هذا القسم على الفائدة العلمية النظرية والقيمة التطبيقية أو العملية المتوقعة في مجال تخصصه بعد إتمام البحث، ويتناول ذلك أهمية الموضوع وعينة البحث والفئة العمرية للمشاركين، وكذلك إسهام البحث في إضافة معرفة علمية جديدة ورصينة وفتح آفاق بحثية جديدة، ويجب أن توضح كيف ستفيد نتائج البحث الجهات المستفيدة أو المعنيين به.
من الضروري أن يميز الباحث بين أهداف البحث وأهميته، فأهداف البحث تمثل النتائج التي يسعى الباحث إلى تحقيقها بنهاية البحث، بينما الأهمية تشير إلى الفوائد العلمية والعملية التي قد تنجم عن نتائج البحث.
سابعاً: تحديد مصطلحات البحث:
يقوم الباحث في هذا القسم بتقديم مجموعة من التعريفات للمصطلحات المرتبطة بموضوع بحثه، خاصة تلك التي تكون غير متداولة أو تحمل معانٍ متعددة باختلاف السياقات، ويستفيد الباحث في ذلك مما ورد في الأدبيات العلمية لتجنب سوء فهم القارئ لهذه المصطلحات.
يخلص الباحث من هذه التعريفات إلى تحديد التعريفات الإجرائية للمصطلحات التي سيتم قياسها في بحثه، وقد يتطلب ذلك تحديد المعنى الاصطلاحي وفقاً للتخصص، والمعنى الإجرائي وفقاً لمتغيرات البحث وخصوصيته، مع إبراز التداخلات والعناصر المشتركة بينها، حيث يتم ذلك باستخدام الأدوات المستخدمة لجمع البيانات، ويراعى في المعاني المشتركة.
ينبغي على الباحث سرد التعريفات واختيار التعريف الذي يتبناه، مع تجنب الإفراط في استخدام المصطلحات وعدم تعريف المصطلحات البديهية.
ثامناً: حدود البحث:
يشمل هذا القسم توضيحاً للحدود التي سيقتصر عليها البحث، سواء كانت موضوعية أو مكانية أو زمانية أو بشرية.
هذه الحدود تسهم في إبراز إمكانية تعميم النتائج التي قد يتم التوصل إليها، ومن الضروري تحديد حدود البحث بدقة نظراً لما قد توحي به كلمات العنوان، ويجب أن تصاحب هذه الحدود تفسيرات مقنعة تبرر اختيار كل منها.
ينبغي أن تكون هناك أسباب واضحة ومحددة لكل حد من حدود البحث.
تاسعاً: أدبيات البحث (الإطار النظري والدراسات السابقة):
تتضمن الخطة خلفية نظرية تشمل المفاهيم والمبادئ والنظريات المناسبة لموضوع البحث ومتغيراته، حيث يتم ذلك من خلال بحث موسع في الأدبيات والدراسات السابقة للحصول على معلومات تشكل الإطار النظري للبحث.
يعتمد الباحث في ذلك على مهارات التفكير المتعددة، مثل البحث والتقصي والترتيب والتصنيف والتلخيص والتحليل والربط والمقارنة والاستنتاج والتركيب والتقويم.
عاشراً: فروض البحث (إن وُجدت):
الفرض هو حل مؤقت لمشكلة البحث، يمكن أن يكون صحيحًا أو خاطئًا، وهو تخمين يستند إلى الأدلة أو إجابة مؤقتة لأسئلة البحث، يتمسك بها الباحث مؤقتًا حتى يتم اختبارها والتحقق من صحتها، وبالتالي يمكن قبولها أو رفضها بناءً على نتائج البحث.
تكمن أهمية الفروض في تحديد المشكلة وتوضيح العلاقات بين متغيراتها، وفي دلالاتها على تصميم البحث وإجراءاته، كما تقدم الفروض إطارًا لتفسير نتائج البحث، وتسهم في إثارة بحوث مستقبلية أخرى.
عند صياغة الفروض، يجب أن يكون الأسلوب واضحًا ويبين ما يحاول الباحث تأكيده أو نفيه، ويجب أن تتم صياغة الفروض وفق الشروط التالية:
- تحديد الفرض بدقة ووضوح واختصار.
- أن يكون الفرض قابلاً للاختبار.
- أن ترتبط الفروض بمشكلة البحث وأسئلته وأهدافه.
- أن يكون للزمن مجال محدد، حيث تصاغ الفروض في صورة صفرية إذا لم توجد نظريات أو دراسات سابقة، وتصاغ في صورة بديلة أو مباشرة أو تقريرية إذا وجدت دراسات سابقة أو إطار نظري يوجهها.
وبما أن فروض البحث تنبع من الإطار النظري ونتائج الدراسات السابقة، فإنه في حالة البحوث الاستكشافية وبعض البحوث التاريخية، يمكن للباحث الاكتفاء بصياغة أسئلة البحث فقط دون الحاجة إلى صياغة فروض، نظرًا لعدم توفر الأسس العلمية والخلفية النظرية التي تمكنه من صياغة الفروض.
الحادي عشر: إجراءات البحث ومنهجه:
يتطلب الإجابة عن أسئلة الدراسة وإثبات فروضها أن يقوم الباحث بسلسلة من الإجراءات، وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- تسمية منهج البحث وتوضيح أسباب اختياره، بالإضافة إلى ذكر الإجراءات والخطوات التي سيتبعها الباحث لتنفيذ البحث بهدف الإجابة عن تساؤلات البحث أو التحقق من صحة فروضه.
- تحديد مجتمع الدراسة والعينة التي ستجرى عليها الدراسة، وتوضيح طريقة اختيار هذه العينة.
- تحديد الأدوات والمقاييس التي سيصممها أو سيستخدمها لتحقيق أهداف البحث.
- تحديد الطرق والأساليب والتصميمات التي سيستخدمها لإثبات صحة فروض الدراسة.
- توضيح الأساليب الإحصائية التي سيستخدمها في تحليل النتائج.
- شرح الخطوات التي سيتبعها لتنفيذ البحث.
الثاني عشر: كتابة المراجع:
ينبغي مراعاة التنوع بين المراجع العربية والأجنبية، وتشمل هذه المراجع الموسوعات، القواميس، الكتب، الدوريات، البحوث، المجلات الإلكترونية، والمواقع على الإنترنت.
كما يجب على الباحث الالتزام بنظام محدد في التوثيق وفق الضوابط التالية:
- التوثيق في متن البحث وفقاً ل(APA7).
- التوثيق في قائمة المراجع وفقاً ل(APA7).
طلب خدمة إعداد خطة البحث العلمي:
يمكنك طلب خدمة إعداد خطة البحث العلمي المقدمة من منصة أطروحة من جانب خبراء وأساتذة متخصصين في إعداد الخطة البحثية أو المقترح البحثي في جميع التخصصات والمجالات للتواصل معنا واتس اب
فرع الإمارات: https://wa.me/971509394129
فرع المملكة العربية
السعودية: https://wa.me/966595261336