📁 المقالات الحديثة

تعرف على 7 أنواع مختلفة من مدارس علم النفس وأهم روادها

تعرف على مدارس علم النفس وأهم روادها

ما هي مدارس علم النفس وأهم روادها

علم النفس هو مجال علمي يهتم بدراسة السلوك والعقل، ويهدف إلى فهم كيفية عمل العقل البشري والتفاعل مع العالم المحيط. على مر الزمن، تطورت مدارس عديدة في علم النفس، كل منها تقدم نظريات وأساليب مختلفة لفهم السلوك والعقل، ففي هذا المقال سوف نتناول بعضًا من أهم هذه المدارس وأبرز روادها.

تعريف عليم النفس:

جاءت كلمة علم النفس Psychology من الكلمتين اليونانيتين Psyche التي تعني النفس، وLogos التي تعني العلم. وبذلك يكون معنى كلمة Psychology هو علم النفس. ومن المعروف لدى دارسي هذا العلم أنه كعلم مستقل ودراسة ذات منزلة قائمة بذاتها، يعد حديث العهد نسبيًا.
علم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك الإنسان، ويُقصد بالسلوك كافة أوجه نشاط الفرد التي يمكن ملاحظتها سواء باستخدام أدوات قياسية أو بدونها، حيث تتضمن هذه الأوجه حركات الفرد، إيماءاته، طريقة استخدامه للغة، وتحليل أفكاره وتصرفاته، وغيرها من الأنشطة، وجميع هذه الأشكال من السلوك يمكن ملاحظتها ودراستها في إطار علم النفس.

مفهوم مدارس علم النفس:

مدارس علم النفس تشير إلى الاتجاهات والمدارس الفرعية داخل مجال علم النفس التي تختلف في النظريات والمنهجيات والتوجهات البحثية، إذ أن كل مدرسة في علم النفس تعكس مجموعة من الافتراضات والمفاهيم الأساسية حول الطبيعة البشرية وكيفية دراستها، ومن هذه المدارس:
  1. الاتجاه التقليدي (التحليلي): يركز على تحليل العواطف والدوافع اللاواعية والتأثيرات النفسية العميقة مثل مدرسة فرويد.
  2. الاتجاه السلوكي: يدرس السلوك القابل للملاحظة والتفاعلات مع البيئة الخارجية دون الاهتمام بالعواطف الداخلية.
  3. الاتجاه الإنساني: يركز على الجوانب الإيجابية للإنسان وقدرته على النمو والتطور والتحسين الذاتي، مثل مدرسة ماسلو.
  4. الاتجاه البيولوجي: يركز على الجوانب الفسيولوجية والجينية والعصبية للسلوك البشري.
  5. الاتجاه الثقافي: يدرس كيفية تأثير العوامل الثقافية والاجتماعية على التطور النفسي والسلوك البشري.
كل من هذه المدارس لها نظرياتها الفريدة وتساهم في فهمنا للنفس البشرية من زوايا مختلفة، مما يساعد على تطوير أدوات العلاج والتفاهم الشامل للسلوك والعقل البشري.

مدارس علم النفس وأهم روادها:

يشتمل علم النفس على عدة مدارس التي تقوم بتقديم نظريات مختلفة واساليب مختلفة لفهم السلوك وفهم العقل، ومنها التالي:
  1. المدرسة البنائية.
  2. المدرسة الوظيفية.
  3. المدرسة السلوكية.
  4. مدرسة الجشطلت.
  5. مدرسة علم النفس الإنساني.
  6. المدرسة التحليلية.
  7. المدرسة المعرفية.

أولاً: المدرسة البنائية:

بدأت تأسيس هذه المدرسة على يد مؤسس علم النفس الحديث، العالم الألماني فيلهلم فونت، أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تبنى المدرسة البنائية العالم النفسي إدوارد تتشنر.

المساهمات الإيجابية للمدرسة البنائية في علم النفس:

  1. تقديم نظام علمي قوي: أسست المدرسة البنائية إطارًا نظريًا ومنهجيًا قويًا يمكن الباحثين من دراسة العمليات العقلية بشكل منهجي.
  2. استخدام منهج الاستبطان: اعتمدت المدرسة البنائية على الاستبطان كمنهج علمي، حيث يقوم الأفراد بمراقبة وتسجيل تجاربهم الداخلية بشكل دقيق.
  3. المساهمة في ظهور مدارس أخرى: ساهمت المدرسة البنائية في تطور وظهور مدارس نفسية أخرى من خلال تقديم أفكار وأساليب جديدة للدراسة.

الانتقادات الموجهة للمدرسة البنائية:

  1. التركيز المفرط على الوعي: انتقدت المدرسة البنائية لأنها ركزت بشكل كبير على عمليات الوعي والشعور على حساب العمليات اللاواعية.
  2. تغير الحالة الشعورية بفعل الاستبطان: يُعتقد أن عملية الاستبطان قد تؤدي إلى تغيير في الحالة الشعورية للفرد، مما يؤثر على دقة النتائج.
  3. عدم موضوعية الاستبطان: يعتبر الاستبطان عملية ذاتية وغير موضوعية، حيث يصعب التحقق من صحة أو دقة التقارير الذاتية للمفحوصين.
  4. صعوبة التحقق من صدق التقارير الذاتية: يواجه الباحثون تحديات في التحقق من مدى صدق أو كذب ما يقوله المفحوصون عن تجاربهم الشعورية.
  5. قصور اللغة في التعبير عن الفكر: اللغة لا تعبر بدقة عن العمليات الفكرية المعقدة، مما يحد من دقة نتائج الدراسات التي تعتمد على التقارير الذاتية.

ثانياً: المدرسة الوظيفية:

بدأ تأسيس المدرسة الوظيفية على يد العالم الأمريكي ويليام جيمس؛ تلا ذلك اهتمام ستانلي هول بالنمو النفسي خلال فترات الطفولة والمراهقة، بينما ركز العالم النفسي الوظيفي جون ديوي على تطوير القدرة على حل المشكلات.

الفروع التابعة للمدرسة الوظيفية:

  1. علم نفس النمو: يهتم بدراسة تطور الفرد خلال مراحل الحياة المختلفة.
  2. علم نفس الحيوان: يدرس السلوكيات والعمليات العقلية للحيوانات.
  3. علم النفس التربوي: يركز على تطبيق النظريات النفسية في المجالات التعليمية.
  4. علم النفس الصناعي: يهتم بتطبيق مبادئ علم النفس في بيئات العمل لتحسين الإنتاجية ورفاهية الموظفين.
تعكس هذه الفروع التنوع والاهتمام الشامل الذي تميزت به المدرسة الوظيفية في دراسة وتطبيق علم النفس.

ثالثاً: المدرسة السلوكية:

تعرف المدرسة السلوكية أيضًا باسم علم نفس المثير والاستجابة أو علم نفس الصندوق الأسود، إذ بدأت تأسيسها على يد العالم الأمريكي جون واطسون.
ركز السلوكيون على دراسة السلوكيات القابلة للملاحظة والقياس، مع الاهتمام بتجاهل الجوانب غير المرئية مثل الانفعالات، التفكير، والعمليات اللاشعورية.

رابعاً: مدرسة الجشطلت:

تأسست مدرسة الجشطالت على يد ماكس فيرتهايمر وكورت كوفكا في ألمانيا، حيث ترى هذه المدرسة أن الإحساس الشعوري يمكن دراسته من خلال الخبرة الكلية، وأن قوانين علم النفس بالنسبة لهم هي قوانين الأنظمة الكاملة وليست أجزاءً منها، وقدمت مدرسة الجشطالت إسهامات مؤثرة في مجال الإدراك والتعلم.

خامساً: مدرسة علم النفس الإنساني:

تأسست مدرسة علم النفس الإنساني على يد العالمين أبراهام ماسلو وكارل روجرز، حيث ساهمت هذه المدرسة في تقديم أسلوب علاج نفسي قائم على الاتجاه الإنساني، إذ يتمثل هدفها الأساسي في مساعدة الأفراد على تنمية طاقاتهم وتحقيق إمكانياتهم الكامنة.

سادساً: المدرسة التحليلية:

وتنقسم إلى اتجاهين، وهما:

الاتجاه التقليدي (الاتجاه الفرويدي):

  1. في الاتجاه التقليدي، يرى سيجموند فرويد أن معيار الصحة النفسية يكمن في القدرة على التكيف والوفاء بالمتطلبات النفسية للإنسان السليم نفسيًا.
  2. يؤمن فرويد أن الشخصية متكاملة وليست مجرد مجموعة من أجزاء مستقلة، حيث لا يمكن فصل العواطف والدوافع اللاشعورية عن الوعي العقلي.
  3. يقترح فرويد أن الاضطرابات النفسية تحدث عندما تكون الحالة النفسية متماسكة بشكل غير مناسب، مما يؤثر على التوازن والتكامل النفسي، كما يربط فرويد القيم الأخلاقية العليا للفرد بحالته النفسية، معتبرًا أن الإنسانية والمثالية تتجسد في حالة الصحة النفسية وتكون مهددة ومحددة في حالات اضطراب النفس.

الاتجاه الثاني (علم النفس الفردي):

  1. تختلف نظرة ألفرد أدلر عن نظرة التحليل النفسي التقليدي، حيث يعتبر أدلر أن فكرة الاضطراب النفسي كخطأ في نمط الحياة والتكيف، وأن المجتمع أو البيئة يلعب دورًا أساسيًا في نمو الإنسان ولا يمكن إهماله.
  2. يعرف علم النفس الفردي مصطلح الشعور بالمعنى كمعيار للصحة النفسية للتمييز بين الاضطراب والصحة، ولذلك يعد السلوك المفيد للمجتمع سلوكًا ناجعًا.
  3. ينظر أدلر إلى تصرفات الفرد من منظور مستقبلي بناء على مجموعة مثالية من التوقعات، ولكن عندما تتم النظر إلى الآخرين بناءً على أساس المساواة والتعاون، يمكن اعتبارها وجهة نظر في علم النفس الفردي التي تؤكد على الشفاء وتشمل مجالات أخرى مثل الشراكات، والعمل، والمجتمعات الصداقية.

سابعاً: المدرسة المعرفية:

  1.  تشير المدرسة المعرفية إلى أن الاضطرابات النفسية تنشأ بسبب سيطرة ردود الفعل العاطفية السلبية على الفرد وسلوكه، وترتبط هذه الردود الفعلية بأنماط معرفية خاطئة تستند إلى نظام من المعتقدات العميقة حول الذات والعالم.
  2. يجد الإنسان نفسه في صراع دائم ويعاني من اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق نتيجة لاختلالات في نظام المعتقدات. أما الفرد المعافى فهو الذي يتمتع بنظام معتقدات واقعي ينظر فيه إلى الذات والآخرين والعالم بطريقة صحيحة.
  3. في هذه المدرسة، تتمثل القوة النفسية للفرد في قدرته على التفكير التنظيمي وامتلاكه لمهارات معرفية تساعده على التعامل مع مختلف الضغوطات النفسية؛ بينما يعاني من لا يمتلك مثل هذه المهارات المعرفية والاستراتيجيات، ولا يحتوي على نظرة منطقية وواقعية، من فقدان القوة النفسية.

ما هي اول مدرسة في علم النفس؟

  1. أول مدرسة في علم النفس تُعتبر المدرسة الهيكلية أو المدرسة الفيزيولوجية التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر.
  2. هذه المدرسة كان لها تأثير كبير في تأسيس العلم النفسي كما نعرفه اليوم. من أبرز رواد هذه المدرسة كانوا أشخاص مثل ويلهلم فونت، الذي كان يدرس التفاعلات الفيزيولوجية والأعصابية وكيفية تأثيرها على السلوك البشري.
  3. بالإضافة إلى المدرسة الهيكلية، ظهرت في نفس الفترة أيضًا المدرسة الوظيفية بفضل علماء مثل ويليام جيمس، الذي اهتم بدراسة الوظائف العقلية وكيفية تكيف الإنسان مع بيئته.
  4. بشكل عام، يمكن القول أن المدرسة الهيكلية كانت أولى المدارس التي وضعت أسسًا نظرية متينة لعلم النفس، حيث تركزت على العمليات الفيزيولوجية والتفاعلات العصبية كمحركات للسلوك والتجربة الإنسانية.

ما هي المدرسة الغرضية في علم النفس؟

المدرسة الغرضية في علم النفس هي إحدى التوجهات النظرية في دراسة النفس، والتي تركز بشكل رئيسي على فهم الغرائز والدوافع والأهداف التي تدفع الإنسان للسلوك الذي يقوم به.
هذه المدرسة تعتبر أحد التطورات الهامة في علم النفس الحديث، وتعكس فلسفة مختلفة عن المدارس الأخرى مثل المدرسة الهيكلية أو التحليلية.

من هو مؤسس مدرسة علم النفس؟

مؤسس مدرسة علم النفس هو ويلهلم فونت (Wilhelm Wundt)، الذي يُعتبر أحد أبرز العلماء في تأسيس علم النفس كتخصص علمي مستقل.
وُلد فونت في عام 1832 في ألمانيا، وقام بتأسيس أول مختبر لعلم النفس في العالم في جامعة لايبزيغ في عام 1879، وتركز أبحاثه وأعماله على دراسة العمليات النفسية والوظائف العقلية باستخدام التجارب والقياسات العلمية.
بفضل جهوده، نما مجال علم النفس وانفصل عن الفلسفة ليصبح تخصصاً علمياً مستقلاً يدرس عمليات الوعي والمعرفة والمشاعر بطرق منهجية.
يُعتبر ويلهلم فونت الرائد في تأسيس الطرق العلمية الحديثة في دراسة النفس، وله تأثير كبير على النهج النظري والعملي للأبحاث النفسية حول العالم.

كيف نشأت مدارس علم النفس؟

1. الفلسفة الحديثة والعلمية: في القرون القديمة والوسطى، كانت الفلسفة هي الأساس الرئيسي لفهم الإنسان وعقله وسلوكه، ومع تطور الفلسفة وتحولها إلى علم النفس الحديث، بدأ العلماء في تطبيق المنهج العلمي والتجارب النظرية والعملية لفهم أعمق للعقل والسلوك البشري.
2. تطور العلوم الطبيعية: مع تقدم العلوم الطبيعية، بدأ العلماء في استخدام الطرق العلمية والتجريبية في دراسة النفس، مثل الفسيولوجيا والفيزيولوجيا التي درست العمليات الحيوية والعصبية في الجسم وتأثيرها على السلوك.
3. المدرسة الهيكلية (الفيزيولوجية): بدأت في أواخر القرن التاسع عشر بفضل علماء مثل ويلهلم فونت، الذي أسس أول مختبر لعلم النفس في جامعة لايبزيغ، إذ تركز هذه المدرسة على العمليات الفيزيولوجية التي تحكم السلوك الإنساني.
4. المدرسة الوظيفية والتحليلية: بدأت في بدايات القرن العشرين، حيث ركزت على الفهم العميق للوظائف العقلية والعوامل النفسية الدافعة للسلوك.
5. التوجهات النفسية المعاصرة: شهدت العقود الأخيرة تنوعاً كبيراً في المدارس والتوجهات النفسية، مثل المدرسة السلوكية، والمدرسة العقلانية، والمدرسة الاجتماعية، والمدرسة النفسية الحديثة التي تركز على الجوانب الاجتماعية والثقافية للنفس.

المراجع:
أحمد، قرينعي. (2022). مفهوم الصحة النفسية ومرتكزاتها بين مدارس علم النفس والمنظور الإسلامي. مجلة الرستمية، 3(1)،  17 - 26.


تعليقات