📁 المقالات الحديثة

المدرسة البنائية من مدارس علم النفس

المدرسة البنائية في علم النفس

ما هي المدرسة البنائية في علم النفس وأهم روادها

 يُعد علم النفس البنائي من العلوم النفسية الرائدة بلا منازع، حيث يهدف إلى التحليل الأساسي للعقل والإدراك، وكان "إدوارد تيتيشنر" من أهم تلامذة "فيلهلم فونت" وقد سعى من خلال أبحاثه إلى نشر المدرسة البنائية في الولايات المتحدة؛ إلا أن هذه المدرسة انتهت بعد وفاته، ومن أهم أفكار تيتيشنر اعتقاده بضرورة ابتعاد علماء النفس عن دراسة ما وراء الظواهر الفيزيائية لأنها تؤثر على تكامل العلم.
كان تيتيشنر يرى أن عملية الفهم والتفكير تتم من خلال نظريته التي تعتمد على ارتباط الإحساسات بالمجال الذي تحدث فيه أو من خلال تفاعلها مع الإحساسات الأخرى السابقة.

معني علم النفس:

يشتمل تعريف علم النفس على تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي:

أولاً: التعريف اللغوي علم النفس:

تتكون كلمة "علم النفس" في اللغة الإنجليزية (Psychology) من مقطعين يونانيين هما: 
  1. "Psyche" التي تعني "النفس" أو "الروح" أو "العقل".
  2. "Logos" التي تعني "الدراسة" أو "العلم".

ثانياً: التعريف الاصطلاحي علم النفس:

تعددت تعاريف علم النفس واختلفت باختلاف اتجاهات العلماء. ويمكن إجمال هذه التعريفات كما يلي:
علم النفس هو دراسة السلوك. والسلوك يشمل جميع الأفعال الداخلية والخارجية للكائن الحي، وينقسم إلى قسمين:
  1. السلوك الملاحظ (Overt): يمكن التعرف عليه من خلال الملاحظة، مثل: الحركة، الكلام، الضحك، والمحاولات.
  2. السلوك غير الملاحظ (Covert): لا يمكن إدراكه بالملاحظة، مثل: الألم، الجوع، الخوف، والحزن.
علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك والعمليات العقلية (Behavior and Mental Processes)، ويشمل ذلك الإدراك، التعلم، التذكر، التفكير، وحل المشكلات. ويتفق على هذا التعريف معظم علماء النفس.

مفهوم مدارس علم النفس:

مدارس علم النفس هي مجموعة من الأطر النظرية التي تطورت على مر العصور لفهم السلوك والعمليات العقلية، إذ تشمل هذه المدارس البنائية، السلوكية، الغشتالتية، التحليلية النفسية، الإنسانية، والمعرفية، ولكل منها منهجياتها ونظرياتها الخاصة.
تهدف هذه المدارس إلى تفسير مختلف جوانب التجربة الإنسانية من خلال عدسات متعددة، وتجمع هذه النظريات بين الأساليب العلمية والملاحظات السريرية لتقديم فهم شامل للعقل البشري.

مقال يتضمن معلومات رائعة عن أنواع مدارس علم النفس

أهمية المدرسة البنائية:

ترى المدرسة البنائية أن علم النفس يركز على دور الشعور في التكيف مع البيئة، مما يوضح تأثير نظرية داروين، فالشعور يُعتبر وسيلة يستخدمها الإنسان للتكيف مع بيئته بالتعاون مع تكوينه الجسدي.
لنفهم الشعور، يجب أن نهتم بما يجري في البيئة المحيطة بالإنسان، إذ إن إحساس الإنسان بالسرور أو الألم مرتبط بما يحدث خارجه؛ على سبيل المثال، إذا كنت تسعى لتحقيق هدف ما وتواجه عائقًا، ستشعر بعدم الارتياح، أما إذا وصلت إلى هدفك، ستشعر بالسرور.
من أهم علماء المدرسة البنائية:
  1. فيلهلم فونت.
  2. كارل ستمف.
  3. إدوارد تيتيشنر.
  4. أوزوالد كولبه.
  5. جورج إلياس مولر.
  6. فرانتس برنتانو.
  7. كارل فريز.
يمكن القول إن المدرسة البنائية حاولت الربط بين الاتجاه الوضعي في بريطانيا وفرنسا والاتجاه العقلي في ألمانيا، فقد ركزوا على المدارس الحسية مع اعترافهم بالعمليات العقلية؛ إلا أن تفسيرهم لهذه العمليات لم يكن موفقًا، إذ اعتبروا أنها مجموعة من الإحساسات، ولم يكن اعتمادهم على منهج التأمل الذاتي علميًا بما يكفي، حيث تأثر المتأمل بالذاتية، فنتيجة لهذه العيوب، انتهت المدرسة البنائية بعد وفاة تيتيشنر.

خصائص المدرسة البنائية:

المدرسة البنائية في علم النفس هي واحدة من المدارس الفكرية التي ركزت على دراسة العمليات العقلية من خلال تحليل الخبرات الشعورية إلى مكوناتها الأساسية.
تأسست هذه المدرسة على يد فيلهلم فونت وتلميذه إدوارد تيتيشنر، وهنا نستعرض بعض الخصائص الرئيسية للمدرسة البنائية:

أولاً: التركيز على التحليل الذاتي:

المدرسة البنائية تعتمد بشكل كبير على منهجية التحليل الذاتي، حيث يقوم الفرد بمراقبة وتحليل أفكاره ومشاعره وخبراته الشعورية بطريقة منهجية، ويتم ذلك من خلال طرح أسئلة محددة حول كيفية الشعور بالتجارب الحسية والمشاعر.

ثانياً: الاهتمام بالعناصر الأساسية للتجربة:

تسعى المدرسة البنائية إلى تفكيك الخبرات الشعورية إلى عناصرها الأساسية مثل الأحاسيس والمشاعر والصور الذهنية، وتهدف هذه العملية إلى فهم كيفية تفاعل هذه العناصر معًا لتكوين الخبرة الكلية.

ثالثاً: الاستخدام العلمي للمنهجيات:

على الرغم من اعتمادها على التحليل الذاتي، حاولت المدرسة البنائية تطبيق منهجيات علمية دقيقة، وقامت بإجراء تجارب محكمة ومراقبة استجابات المشاركين بعناية لزيادة دقة النتائج وتكرارها.

رابعاً: تأثير الفلسفة التجريبية:

تأثرت المدرسة البنائية بالفلسفة التجريبية التي تؤكد على أهمية الخبرة الحسية كمنبع للمعرفة؛ لذلك، اهتمت بدراسة الأحاسيس باعتبارها اللبنات الأساسية للتجربة العقلية.

خامساً: التفرقة بين أنواع الأحاسيس:

قسمت المدرسة البنائية الأحاسيس إلى أنواع مختلفة، مثل الأحاسيس البصرية والسمعية واللمسية، ودرست كيف تتفاعل هذه الأحاسيس مع بعضها البعض لتكوين إدراك كامل.

سادساً: محدودية التطبيق العملي:

على الرغم من إسهاماتها النظرية، وُجد أن المدرسة البنائية محدودة في تطبيقاتها العملية، واعتمدت بشكل كبير على التأمل الذاتي، الذي قد يكون عرضة للتحيز الشخصي وصعوبة التكرار.

سابعاً: نهاية المدرسة:

انتهت المدرسة البنائية بشكل كبير بعد وفاة تيتيشنر، وكان من أبرز الأسباب لانتهاء المدرسة نقد الاعتماد الكبير على التأمل الذاتي وعدم قدرتها على تفسير الظواهر العقلية المعقدة بشكل شامل.

ثامناً: الإسهام في تطوير علم النفس:

بالرغم من نهايتها، لعبت المدرسة البنائية دورًا هامًا في تطوير علم النفس كمجال علمي مستقل، وساهمت في تأسيس مختبرات علم النفس وأثرت في مناهج البحث النفسي التي تطورت فيما بعد.
المدرسة البنائية أسهمت بشكل كبير في وضع الأسس العلمية لدراسة العمليات العقلية، وركزت على تحليل الخبرات الشعورية إلى مكوناتها الأساسية واستخدمت منهجية التحليل الذاتي؛ رغم نهايتها، لا تزال إسهاماتها مؤثرة في تطور علم النفس الحديث.


مميزات وعيوب المدرسة البنائية:

تشتمل المدرسة البنائية على بعض من المميزات والعيوب، وهي كالتالي:

أولاً: مميزات المدرسة البنائية:

  1. التركيز على الخبرات الشعورية: تهتم المدرسة البنائية بتحليل الخبرات الشعورية إلى مكوناتها الأساسية، مما يساعد في فهم كيفية تفاعل الأحاسيس والمشاعر لتكوين الإدراك الكلي.
  2. تطبيق المنهج العلمي: سعت المدرسة البنائية إلى تطبيق منهجيات علمية دقيقة من خلال التجارب المحكمة والمراقبة الدقيقة للاستجابات، مما ساعد في تقديم بيانات قابلة للقياس والتحليل.
  3. وضع أسس علم النفس التجريبي: أسهمت المدرسة البنائية بشكل كبير في تطوير علم النفس كمجال علمي مستقل، حيث أسست مختبرات علم النفس وأثرت في مناهج البحث النفسي.
  4. التأثير الفلسفي: تأثرت بالفلسفة التجريبية التي تؤكد على أهمية الخبرة الحسية كمنبع للمعرفة، مما عزز الفهم العلمي للعمليات العقلية.

ثانياً: عيوب المدرسة البنائية:

  1. الاعتماد على التأمل الذاتي: اعتمدت بشكل كبير على التحليل الذاتي، الذي قد يكون عرضة للتحيز الشخصي وصعوبة التكرار، مما يضعف موثوقية النتائج.
  2. محدودية التطبيق العملي: رغم إسهاماتها النظرية، وُجد أن المدرسة البنائية محدودة في تطبيقاتها العملية، مما قلل من فعاليتها في تفسير الظواهر العقلية المعقدة.
  3. نقص الشمولية: فشلت المدرسة البنائية في تقديم تفسيرات شاملة للعمليات العقلية المعقدة، حيث ركزت على تحليل الأجزاء دون النظر إلى الكل.
  4. نهايتها السريعة: انتهت المدرسة بشكل كبير بعد وفاة تيتيشنر، مما يشير إلى عدم قدرتها على الاستمرار والتطور مع التقدم العلمي والنظري في علم النفس.

تعليقات