ما هي المدرسة الوظيفية في علم النفس وأهم روادها
استمرت المدرسة الوظيفية في علم النفس في استخدام منهج الاستبطان وأضافت إليه منهج الملاحظة، وسعت هذه المدرسة نطاق علم النفس لتشمل دراسة سلوك الحيوان، واهتمت بتطبيق علم النفس في عدة مجالات، بما في ذلك التعليم.
كان من أشهر رواد المدرسة الوظيفية، الذين تأثروا بنظرية داروين، العالم جيمس، ورأى جيمس أن وظيفة التفكير هي إحداث سلوك مفيد، وتركز المدرسة الوظيفية دائماً وأبداً على الدور أو الوظيفة التي تقوم بها العمليات العقلية في تكيف الإنسان مع البيئة المحيطة به.
ما هي المدرسة الوظيفية في علم النفس؟
المدرسة الوظيفية في علم النفس هي اتجاه فكري يركز على فهم الوظائف العقلية وكيفية استخدامها في التكيف مع البيئة. نشأت هذه المدرسة في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل على المدرسة البنائية التي كانت تركز على تحليل البنية العقلية بدلاً من وظيفتها.
المبادئ الرئيسية للمدرسة الوظيفية:
- التركيز على الوظائف العقلية: تهتم المدرسة الوظيفية بكيفية عمل العقل والعمليات العقلية لتحقيق التكيف والبقاء في البيئة.
- التأثير بنظرية التطور: تأثرت بنظرية داروين للتطور، مما دفعها إلى الاهتمام بكيفية تطور العمليات العقلية للمساعدة في البقاء والتكيف.
- استخدام منهج الملاحظة: بالإضافة إلى منهج الاستبطان، استخدمت المدرسة الوظيفية منهج الملاحظة لدراسة السلوك.
- دراسة سلوك الحيوان: توسعت المدرسة الوظيفية لتشمل دراسة سلوك الحيوان كجزء من فهم العمليات العقلية.
- التطبيقات العملية: اهتمت المدرسة الوظيفية بتطبيق علم النفس في مجالات متعددة مثل التعليم، مما جعلها أكثر ارتباطًا بالحياة اليومية والمشكلات الواقعية.
أهم رواد المدرسة الوظيفية:
من أهم رواد المدرسة الوظيفية في علم النفس العلماء:
- ويليام جيمس: يُعتبر أحد أبرز مؤسسي المدرسة الوظيفية، وقد ركز على دور العمليات العقلية في مساعدة الأفراد على التكيف مع بيئتهم.
- جون ديوي: قدم إسهامات هامة في تطوير هذه المدرسة من خلال التركيز على التعليم والتعلم كجزء من العمليات العقلية.
تأثير المدرسة الوظيفية:
أدت الأفكار التي طرحتها المدرسة الوظيفية إلى تطورات لاحقة في علم النفس، بما في ذلك علم النفس التطوري وعلم النفس الإيجابي، وساهمت في توسيع نطاق البحث النفسي ليشمل مواضيع متعددة وأساليب بحث متنوعة.
من هو وليم جيمس؟
- وليم جيمس من رواد المدرسة الوظيفية في علم النفس درس الطب ثم اتجه إلى علم النفس وأسس أول مختبر لعلم النفس في عام 1875م وألف كتابه "مبادئ علم النفس"، الذي تعامل فيه مع علم النفس كعلم بيولوجي، ويُعد "ويليام جيمس" من كبار الشخصيات في تاريخ علم النفس الأمريكي. أشار "جيمس" إلى أن الإنسان كائن يشعر ويفكر، ورأى أنه لا يمكن تحليل الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو عناصر.
- رفض جيمس الفكر البنائي الذي يعتقد أن الخبرات الشعورية تخضع لقوانين ميكانيكية، ورفض الإطار الضيق الذي حددته المدرسة البنائية لعلم النفس؛ ولذلك، يرى جيمس أن علم النفس هو دراسة الوظائف العقلية، وأن الخبرة العقلية عملية شخصية مستمرة وانتقائية، وأن العقل يتعامل مع المعطيات الواردة من البيئة كما يتعامل مع قطعة الحجر، بحيث لا يمكن فصل الجسم عن العقل، فهما وجهان لعملة واحدة.
- كما صاغ جيمس نظريته الشهيرة حول الانفعالات، حيث خالف أسلوب التفكير السائد في وقته الذي يقول: "إننا عندما نقابل حيوانًا متوحشًا فإننا نخاف ثم نجري (أي أن انفعال الخوف يكون قبل فعل الجري)"، وقال بالعكس، إن فعل الجري هو الذي يحدث أولًا ثم ينتج عنه انفعال الخوف.
- ظهرت مدرسة "شيكاغو" التي أسسها ديوي وجيمس أنجل، ومدرسة "كولومبيا" التي كان من أهم روادها كاتل وثورندايك، متأثرة بأفكار ووظائف "ويليام جيمس".
مقال آخر جيد عن المدرسة السلوكية في علم النفس
ما هي خصائص المدرسة الوظيفية في علم النفس؟:
المدرسة الوظيفية في علم النفس هي تيار فكري نشأ في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كرد فعل على المدرسة البنائية التي أسسها فيلهلم فونت في ألمانيا، ومن أبرز مؤسسي المدرسة الوظيفية في علم النفس ويليام جيمس وجون ديوي، وتهتم المدرسة الوظيفية بدراسة وظيفة العمليات العقلية والسلوك بدلاً من التركيز على بنيتها، وفيما يلي بعض الخصائص الرئيسية للمدرسة الوظيفية:
- التركيز على الوظيفة: تهتم المدرسة الوظيفية بكيفية عمل العقل في تكييف الأفراد مع بيئتهم. تبحث في الأغراض والوظائف التي تخدمها العمليات العقلية والسلوكيات المختلفة.
- التطبيق العملي: تعطي المدرسة الوظيفية أهمية كبيرة للتطبيقات العملية لعلم النفس، سواء في مجالات التعليم أو الصحة النفسية أو الحياة اليومية.
- النهج التطوري: تستمد المدرسة الوظيفية العديد من أفكارها من نظرية التطور لداروين، حيث ترى أن العمليات العقلية تطورت لأنها مفيدة لبقاء الكائنات الحية وتكيفها مع بيئاتها.
- الدراسات التجريبية: تستخدم المدرسة الوظيفية منهجية تجريبية لدراسة العمليات العقلية، مع التركيز على كيفية تفاعل الأفراد مع بيئاتهم وكيفية تأثير ذلك على سلوكهم.
- التركيز على الفرد: تعتبر المدرسة الوظيفية أن الأفراد مختلفون في تفاعلهم مع بيئاتهم، وتهتم بدراسة الفروق الفردية وكيفية تأثيرها على السلوك.
- التكامل بين العقل والجسد: تعترف المدرسة الوظيفية بالعلاقة الوثيقة بين العمليات العقلية والجسدية، وتدرس كيفية تفاعلها لتحقيق التكيف مع البيئة.
- النظر إلى العقل كوحدة متكاملة: بدلاً من تحليل العمليات العقلية إلى عناصر بسيطة كما فعلت المدرسة البنائية، تنظر المدرسة الوظيفية إلى العقل كوحدة متكاملة تسعى لتحقيق أغراض معينة.
- من خلال هذه الخصائص، قدمت المدرسة الوظيفية مساهمات هامة في تطوير علم النفس كتخصص علمي وتطبيقي.
تعرف على المدرسة البنائية في علم النفس
ما هي مميزات وعيوب المدرسة الوظيفية في علم النفس؟
المدرسة الوظيفية في علم النفس لها العديد من المميزات والعيوب، وفيما يلي نظرة عامة على أبرز هذه المميزات والعيوب:
أولاً: مميزات المدرسة الوظيفية:
- التركيز على الوظائف: تهتم المدرسة الوظيفية بفهم كيفية عمل العمليات العقلية والسلوكيات لتكييف الأفراد مع بيئاتهم، مما يساعد على تطبيق النتائج في الحياة اليومية.
- التطبيق العملي: تسعى المدرسة الوظيفية إلى تطبيق المعرفة النفسية في مجالات متنوعة مثل التعليم والصحة النفسية، مما يجعلها ذات فائدة عملية كبيرة.
- المرونة في البحث: تتبنى المدرسة الوظيفية منهجية مرنة تشمل الدراسات التجريبية والملاحظة الطبيعية، مما يتيح فهم أعمق وأشمل للعمليات النفسية.
- النظر إلى العقل كوحدة متكاملة: تعترف المدرسة الوظيفية بتكامل العمليات العقلية، مما يعزز فهم كيفية عمل العقل بشكل شامل.
- التأكيد على التكيف: تستند المدرسة الوظيفية إلى نظرية التطور لداروين، مما يوفر إطارًا لفهم كيف تطورت العمليات العقلية لتلبية احتياجات البقاء والتكيف مع البيئة.
ثانياً: عيوب المدرسة الوظيفية:
- نقص الدقة في التعريفات: غالبًا ما تكون مفاهيم المدرسة الوظيفية واسعة وغير محددة بشكل كافٍ، مما يجعل من الصعب قياسها أو اختبارها علميًا بدقة.
- قلة التركيز على البنية: في سعيها لفهم الوظائف، قد تتجاهل المدرسة الوظيفية البنية الأساسية للعمليات العقلية، مما يقلل من قدرتها على تفسير بعض الظواهر النفسية بدقة.
- الاعتماد على البيئة: يركز النهج الوظيفي بشدة على البيئة وتأثيرها، مما قد يؤدي إلى إغفال العوامل البيولوجية والجينية التي تلعب دورًا في تشكيل السلوك والعمليات العقلية.
- تجاهل التجارب الذاتية: بالرغم من اهتمامها بالوظائف، قد تهمل المدرسة الوظيفية الأبعاد الذاتية للشعور والإدراك، مما يجعل فهم التجارب الشخصية معقدًا.
- صعوبة التعميم: بما أن المدرسة الوظيفية تركز على كيفية تفاعل الأفراد مع بيئاتهم الفريدة، قد يكون من الصعب تعميم النتائج عبر سياقات وثقافات مختلفة.
من خلال هذه المزايا والعيوب، يمكننا أن نرى أن المدرسة الوظيفية قدمت إسهامات هامة في علم النفس، لكنها تواجه تحديات في بعض الجوانب التي قد تتطلب تكميلها بنظريات ومدارس فكرية أخرى.
أقرأ أيضا:
أهم 7 أنواع مدراس علم النفس وأكثرها شيوعًا