📁 المقالات الحديثة

ما هي مدرسة الجشطالت في علم النفس

مدرسة الجشطالت في علم النفس

تعرف على مدرسة الجشطالت في علم النفس ماكس فريتمر

 مدرسة الجشطالت في علم النفس هي إحدى المدارس النفسية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين وتركز على دراسة الإدراك والتجربة الكلية للأفراد، إذ تأسست على يد علماء مثل ماكس فريتمر وولفجانج كوهلر وكورت كوفكا، وتهدف إلى فهم كيفية تنظيم العقل البشري للمعلومات وكيفية تكوين الأنماط والمعاني من خلال الإدراك.
تعتبر مدرسة الجشطالت أن الكل أكبر من مجموع أجزائه، مما يعني أن الإدراك لا يمكن تحليله فقط من خلال دراسة الأجزاء الفردية، بل يجب النظر إلى التجربة ككل متكامل، فهذه المدرسة أثرت بشكل كبير على مجالات علم النفس المعرفي والتعلم.

ما هو علم النفس الجشطالت؟

علم النفس الجشطالت هو نهج نفسي يركز على دراسة كيفية إدراك الناس للأشياء والتجارب كوحدات كلية متكاملة بدلاً من مجرد مجموع أجزاء منفصلة.
تأسست هذه المدرسة في أوائل القرن العشرين على يد علماء مثل ماكس فريتمر وولفجانج كوهلر وكورت كوفكا، ويشدد علم النفس الجشطالت على أن الإدراك البشري يعمل وفقًا لمبادئ معينة تساعد في تنظيم المعلومات الحسية إلى أنماط ذات معنى.
من أبرز مبادئ الجشطالت "الشكل والخلفية"، و"التقارب"، و"التشابه"، و"الإغلاق"، حيث ينظر العقل إلى الكل قبل الأجزاء، مما يعزز فهم أعمق للكيفية التي يدرك بها الناس العالم من حولهم.

مدرسة الجشطالت في علم النفس:

في الوقت الذي كانت فيه المدرسة السلوكية في أوج نشاطها، كان هناك مجموعة من العلماء الألمان يجرون أبحاثًا حول الإدراك، وكان رائد هذه المدرسة ماكس فريتمر، إلى جانب تلاميذه كورت كوفكا وفولفجانج كوهلر.
عارضت مدرسة الجشطالت الفكرة الأساسية للمدرسة السلوكية والبنائية، التي ترى أن العمليات النفسية يمكن تقسيمها إلى أجزاء مستقلة؛ بدلاً من ذلك، أكدت الجشطالت أن الخبرة النفسية ككل تختلف عن مجموع الأجزاء التي تتكون منها. واعتبرت أن العديد من صور التنظيم ليست مكتسبة أو متعلمة، مما يتعارض مع آراء علماء النفس مثل جون واطسون.
أسست المدرسة الجشطالتية في ألمانيا عام 1910 كرد فعل على المدرسة البنائية، وركزت على دراسة الشُكل أو الصورة، وتعتبر الأبحاث التي أجراها فريتمر حول الإدراك والبنية الإدراكية نقطة الانطلاق لهذه المدرسة، ومن أبرز مبادئ الجشطالت: التقارب، التشابه، الإغلاق، والبساطة.

المبادئ الأساسية للجشطالت تشمل ما يلي:

  1. التقارب: الأجزاء المتقاربة في الزمان والمكان تميل إلى أن تُدرك كجزء واحد مترابط.
  2. التشابه: الأجزاء المتشابهة تميل إلى أن تُدرك كمجموعات أو أنماط متجانسة.
  3. الإغلاق: العقل يميل إلى إكمال الأشكال الناقصة وملء الفجوات لإدراك الشكل ككل متكامل.
  4. البساطة: يتم إدراك الأشكال بأكثر صورة ممكنة من البساطة والانسجام، حيث يسعى العقل لتحقيق التوازن والتنظيم في الإدراك.

انتقادات مدرسة الجشطالت:

  1. النقد الأول: اعتُبر أنها حولت المشكلات إلى قضايا علمية دون تقديم حلول قائمة على أسس علمية صلبة.
  2. النقد الثاني: وُصف بعض مفاهيمها بالغموض، مثل مبدأ التنظيم ومبدأ المماثلة.
  3. النقد الثالث: ركزت بشكل كبير على التنظير دون إعطاء الأولوية للبحث التجريبي الدقيق.
  4. النقد الرابع: نتائجها لم تكن دائماً قابلة للتحليل الإحصائي أو الاختبار التجريبي.
ومع ذلك، فإن من أهم مساهمات علماء الجشطالت كانت أبحاثهم في مجال الإدراك وتحديدهم لقوانين التنظيم الإدراكي، مثل الشكل والخلفية، التشابه، الإغلاق، التقارب، الاستمرارية، والإقفال.

ما هي خصائص مدرسة الجشطالت؟:

مدرسة الجشطالت تتميز بعدة خصائص أساسية، منها:
  1. الكلية: تعتبر الجشطالت أن الكل أكبر من مجموع أجزائه، مما يعني أن الإدراك يجب أن يُفهم كوحدة متكاملة وليس كأجزاء منفصلة.
  2. التنظيم: تعتمد الجشطالت على فكرة أن العقل البشري ينظم المعلومات الحسية تلقائياً وفقاً لمبادئ معينة مثل التشابه، التقارب، والإغلاق.
  3. الإدراك: تركز الجشطالت بشكل كبير على دراسة عمليات الإدراك وكيفية تفسير الأفراد للعالم من حولهم، مع التركيز على الكيفية التي يدركون بها الأنماط والصور.
  4. التجربة الذاتية: تهتم الجشطالت بتجربة الفرد الشخصية والإدراكية، وتعتبر أن التجربة الذاتية لها دور كبير في كيفية تفسير المعلومات.
  5. مقاومة التحليل التقليدي: تعارض الجشطالت فكرة تحليل الظواهر النفسية إلى عناصر بسيطة، معتقدة أن هذا التحليل يفقد المعنى الحقيقي للتجربة الكلية.

من هم رواد مدرسة الجشطالت؟

رواد مدرسة الجشطالت في علم النفس هم مجموعة من العلماء الذين أسسوا وطوروا هذا الاتجاه النفسي، وأبرزهم:
  1. ماكس فريتمر (Max Wertheimer): يُعتبر المؤسس الرئيسي لمدرسة الجشطالت، وبدأ أبحاثه حول الإدراك الحسي والحركة الظاهرية، والتي كانت أساساً لنظرياته حول كيفية تنظيم العقل البشري للمعلومات.
  2. فولفجانج كوهلر (Wolfgang Köhler): ساهم بشكل كبير في تطوير نظرية الجشطالت من خلال أبحاثه في التعلم والإدراك، وخاصة تجاربه الشهيرة على الشمبانزي التي أظهرت قدرة الحيوانات على حل المشكلات عن طريق "الفهم" وليس التجربة والخطأ فقط.
  3. كورت كوفكا (Kurt Koffka): كان له دور رئيسي في نشر أفكار مدرسة الجشطالت، خاصة في الولايات المتحدة، من خلال كتاباته وأبحاثه، وكتب العديد من الأعمال التي وضعت أسساً نظرية للجشطالت، وركز على تطبيقاتها في علم النفس التنموي.
  4. كورت ليفين (Kurt Lewin): رغم أنه لم يكن من المؤسسين الرئيسيين، إلا أنه يعد من أبرز الشخصيات المرتبطة بالجشطالت، وساهم في تطوير نظرية المجال وعلم النفس الاجتماعي، معتمداً على مفاهيم الجشطالت في فهم السلوك البشري ضمن السياقات الاجتماعية.

ما هي مميزات وعيوب مدرسة الجشطالت؟:

تشتمل مدرسة الجشطالت على بعض المميزات والعيوب، وهي كالتالي:

أولاً: مميزات مدرسة الجشطالت:

  1. التركيز على الكلية: تميزت الجشطالت بالتركيز على فهم الظواهر النفسية ككل متكامل، مما ساعد في تقديم رؤى أعمق حول كيفية إدراك البشر للعالم من حولهم.
  2. مبادئ التنظيم الإدراكي: قدمت الجشطالت مبادئ أساسية مثل التقارب، التشابه، والإغلاق، التي تفسر كيفية تنظيم العقل للمعلومات الحسية بشكل طبيعي، مما ساهم في فهم أعمق للإدراك البصري.
  3. التطبيقات العملية: أفكار الجشطالت كان لها تأثير كبير على مجالات مثل التصميم، التعليم، والعلاج النفسي، حيث ساعدت في تطوير طرق أكثر فعالية لتنظيم المعلومات وتسهيل التعلم.
  4. مقاومة التبسيط: عارضت الجشطالت التحليل المفرط للظواهر النفسية إلى عناصر بسيطة، مما أدى إلى تطوير نظريات أكثر تعقيدًا وشمولية.

ثانياً: عيوب مدرسة الجشطالت:

  1. غموض بعض المفاهيم: تعرضت الجشطالت للنقد بسبب بعض المفاهيم الغامضة مثل "الاستبصار" و"التنظيم الإدراكي"، حيث كانت هذه المفاهيم أحيانًا صعبة القياس والتحديد العلمي
  2. الافتقار إلى البحث التجريبي: رغم أهمية النظريات التي قدمتها الجشطالت، إلا أن المدرسة تعرضت للانتقاد بسبب تركيزها على التنظير على حساب البحث التجريبي، مما جعل بعض نتائجها أقل قابلية للاختبار التجريبي.
  3. تجاهل العوامل الخارجية: ركزت الجشطالت بشكل أساسي على العوامل الداخلية للإدراك وتجاهلت العوامل الخارجية والسياقية التي قد تؤثر على الإدراك والسلوك.
  4. مقاومة التحليل التقليدي: انتقاد الجشطالت لفكرة تقسيم الظواهر النفسية إلى عناصر بسيطة قد حرمها من الاستفادة من بعض الفوائد التحليلية التي يمكن أن توفرها الأساليب الأكثر تجزئة.

تعليقات