ما هي الملاحظة في البحث العلمي وأهم أنواعها؟
الملاحظة في البحث العلمي هي إحدى الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها الباحثون في جمع البيانات والمعلومات حول الظواهر المختلفة، وتُعرّف الملاحظة بأنها عملية مراقبة دقيقة ومُنظمة للسلوكيات، الظواهر، أو الأحداث بشكل مباشر، بهدف استنباط معلومات ذات قيمة علمية يمكن استخدامها في تحليل وتفسير الموضوع قيد الدراسة، وتكتسب الملاحظة أهميتها من قدرتها على توفير بيانات واقعية وملموسة تعكس طبيعة الظاهرة كما هي، بعيدًا عن تأثير التصورات المسبقة أو التحيزات.
ما هي الملاحظة؟
تُعرف الملاحظة على أنها المشاهدة والمراقبة الدقيقة لسلوك أو ظاهرة معينة أو أفراد محددين خلال فترة أو فترات زمنية محددة، وضمن ترتيبات بيئية تضمن الحياد والموضوعية، وتسجيل الملاحظات أولا بأول، كذلك الاستعانة بأساليب الدراسة المناسبة لطبيعة ذلك السلوك أو تلك الظاهرة بغية تحقيق أفضل النتائج، والحصول على أدق المعلومات.
تعد الملاحظة أحد أهم أدوات الدراسة التي تمكن الباحث من الحصول على البيانات التي يحتاجها في البحث العلمي الخاص به، كما أن الملاحظة تعتبر من أقدم أدوات الدراسة التي تم الاعتماد عليها من قبل الباحثين في الحصول على البيانات.
ما هي الملاحظة في البحث العلمي؟
الملاحظة في البحث العلمي هي عبارة عن قيام الباحث بالانتباه والتدقيق تجاه ظاهرة أو حادثة معينة، والهدف التقصي والتحري وسبر الأغوار، ومن ثم التوصل للعلاقات بين المتغيرات، وتحديد نتائج.
الملاحظة في البحث العلمي هي "عملية يقوم فيها الباحث بمشاهدة ومراقبة إحدى الإشكاليات؛ من خلال اتباع النسق العلمي الصحيح، ووفقاً لأهداف وخطط وُضعت بشكل مسبق، ومن ثم بلوغ المعرفة أو التوصل لحلول عن مشكلة علمية من الناحية التطبيقية".
الملاحظة في البحث العلمي هي وسيلة للحصول على المعلومات واكتساب الخبرات، وفهم الظواهر العلمية بأسلوب دقيق.
ما هي أنواع الملاحظة في البحث العلمي؟
يوجد أكثر من تصنيف لأنواع الملاحظة في البحث العلمي والتي سوف نوضحها كالتالي:
أولاً: الملاحظة في البحث العلمي من حيث الإعداد المسبق:
- الملاحظة البسيطة (المباشرة): وهي ملاحظة غير مضبوطة، أو مقصودة، ويمكن اعتبارها بداية لإجراء الملاحظة العلمية، وهي تتطلب تمحيصاً، وتستخدم في الغالب للدراسات الاستكشافية، وعلى سبيل المثال في حالة ملاحظة سلوك بطريقة مباشرة دون أن يكون هناك تخطيط في ذلك.
- الملاحظة المنظمة (غير المباشرة): وهي ملاحظة علمية بمعناها الدقيق، وتتم بنا ًء على وجهة نظر أو فرضية معينة يحددها الباحث سلفاً من خلال حدس أو تخمين، ويلزمها ظروف يتم إعدادها بشكل مسبق، وتتم في ظل تحديد لطبيعة المشاهدات التي يرجوها الباحث، والتوقيت المناسب لمشاهدتها.
ثانياً: الملاحظة في البحث العلمي حسب دور الباحث:
- الملاحظة بالمشاركة: وفي ذلك النوع ينخرط الباحث بين جمع من المبحوثين دون أن يجعلهم يشعرون بأنه يتابعهم، ومثال على ذلك التوجه لأحد السجون، ومتابعة سلوك وسمات المسجونين، أو التوجه لدور رعاية أطفال الشوارع، وتتبع سماتهم.
- الملاحظة من دون المشاركة: وفي ذلك يقوم الباحث بالمشاهدة عن بعد، أو من خلال إطار زجاجي، أو عبر شاشات متابعة دون أن يشارك المبحوثين.
ثالثاً: الملاحظة في البحث العلمي من حيث المشاركين:
- الملاحظة الجماعية: ويشترك فيها أكثر من باحث علمي في الوقت ذاته زيادة في التأكد من النتائج، أو نظراً لوجود أكثر من ظاهرة.
- الملاحظة الفردية: ويقوم بها باحث علمي بمفرده.
رابعاً: الملاحظة في البحث العلمي على حسب مكان الإجراء:
- الملاحظة في المختبر: وتتم وفقاً لضوابط معينة يجريها الباحث، والهدف هو التعرف على مصداقية الفرضية العلمية من عدمه.
- الملاحظة في الطبيعة: وتستخدم في التعرف على الظاهرة في الطبيعة، وكما هي دون تدخل من الباحث، ويستخدم ذلك في العلوم الإنسانية والطبيعية.
خامساً: الملاحظة في البحث العلمي وفقاً للأهداف:
- الملاحظة المحددة: حيث يمتلك الباحث في ذلك النوع تصورات مسبقة، ويرغب في جمع نوعية معينة من البيانات والمعلومات.
- الملاحظة غير المحددة: ويستخدم ذلك النوع في الدراسات أو البحوث المسحية بهدف تجميع أكبر قدر من البيانات عن ظاهرة معينة.
المراحل الأساسية لتنفيذ الملاحظة:
الملاحظة في البحث العلمي تمر بعدة مراحل التي يجب على الباحث أن يعرفها حتى يحقق الفائدة منها، ومن أهم هذه المراحل هي كالتالي:
- تحديد الهدف الرئيسي لاستخدام الملاحظة في البحث العلمي.
- اختيار أفراد العينة التي سوف يتم استهدافها من خلال البحث العلمي.
- تحديد متطلبات تنفيذ الملاحظة من تحديد لزمان ومكان تنفيذها، ومن ثم تصميم بطاقة الملاحظة التي من خلالها يمكن للباحث تسجيل ملاحظاته ومن ثم تحويلها إلى بيانات يمكن تحليلها لاستخدامها في الوصول إلى نتائج البحث العلمي.
- تسجيل البيانات من خلال الملاحظة في البطاقة الخاصة لذلك ويجب تصميم بطاقة الملاحظة بحيث تشمل على كافة البيانات التي يسعى الباحث للحصول عليها.
- يمكن الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة في تنفيذ الملاحظة وذلك من خلال استخدام الكاميرات لمراقبة أفراد العينة وتسجيل الملاحظات الخاصة بها.
ما هي مميزات وعيوب الملاحظة في البحث العلمي؟
تشتمل الملاحظة في البحث العلمي على بعض المميزات والعيوب، والتي سوف يتم توضيحها كالتالي:
أولاً: مميزات الملاحظة في البحث العلمي:
- يمكن استخدام أداة الملاحظة في البحث العلمي في مختلف تصنيفات البحوث العلمية؛ سواء التي ترتبط بالعلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو الإنسانية.
- تساعد الملاحظة في بلوغ الباحث لمعلومات علمية أكثر دقة عن غيرها من أدوات البحث العلمي الأخرى، وبما يزيد من دقة وصحة النتائج النهائية للبحوث والرسائل العلمية.
- في حالة عدم تمكن الباحث من استخدام الاستبيان أو المقابلة في البحوث العلمية؛ فإن الحل المثالي هو استخدام الملاحظة.
ثانياً: عيوب الملاحظة في البحث العلمي:
الملاحظة كأداة في البحث العلمي لها العديد من المزايا، ولكنها أيضًا تحمل بعض العيوب التي يجب أن يكون الباحث على دراية بها، ومن أبرز هذه العيوب:
- الذاتية والتحيز: يمكن أن تتأثر الملاحظات بآراء أو معتقدات الباحث الشخصية، مما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو متحيزة.
- التأثير على السلوك: عند معرفة الأشخاص أنهم مراقبون، قد يتغير سلوكهم عن المعتاد (تأثير هوثورن)، مما يؤثر على دقة البيانات.
- الوقت والتكلفة: قد تكون الملاحظة مستهلكة للوقت وتتطلب موارد كبيرة، خاصة إذا كانت تمتد لفترات طويلة أو تتطلب مراقبة مجموعات كبيرة.
- صعوبة تكرار الدراسة: بما أن الملاحظة تعتمد غالبًا على السياق والزمن المحدد، فإنه من الصعب تكرار الدراسة بنفس الشروط، مما يؤثر على موثوقية النتائج.
- القيود الأخلاقية: في بعض الأحيان، قد يواجه الباحث قيودًا أخلاقية في ملاحظة سلوكيات معينة أو مراقبة أفراد في ظروف حساسة دون علمهم.
- نقص السيطرة على المتغيرات: مقارنةً بالتجارب، لا يستطيع الباحث في الملاحظة التحكم في المتغيرات المختلفة، مما قد يؤدي إلى تعقيد تحليل البيانات وصعوبة تحديد العلاقات السببية.
أقرأ أيضًا كيفية نشر البحوث الاجتماعية