📁 المقالات الحديثة

مفهوم النظرية السلوكية ونشأتها للعالم جون واطسون

النظرية السلوكية
النظرية السلوكية تعد من أبرز النظريات في علم النفس التي اهتمت بدراسة السلوك البشري بطريقة علمية ومنهجية، ونشأت هذه النظرية على يد عالم النفس الأمريكي جون واطسون في أوائل القرن العشرين، الذي كان يُعتبر رائدًا في تحويل علم النفس من دراسة العمليات العقلية غير المرئية إلى التركيز على السلوك القابل للملاحظة والقياس، وتقوم النظرية السلوكية على فكرة أن السلوك هو نتيجة للتفاعل بين الأفراد وبيئتهم، وأنه يمكن تعديله من خلال التعلم والتكييف، واستند واطسون في تطوير نظريته إلى أعمال علماء سابقين مثل إيفان بافلوف، الذي قدم مفهوم الاستجابة الشرطية، والذي تبناه واطسون لتأكيد أن السلوك البشري يمكن تشكيله من خلال التحفيز البيئي.

ما هي النظرية السلوكية للعالم جون واطسون؟

  1. النظرية السلوكية التي قدمها العالم جون واطسون تُعد من النظريات الأساسية في علم النفس التي تركز على دراسة السلوك البشري بشكل علمي ومنهجي، وواطسون اعتبر أن السلوك هو العنصر الوحيد الذي يمكن دراسته بشكل موضوعي، حيث يمكن ملاحظته وقياسه بشكل مباشر، بعكس العمليات العقلية مثل التفكير والمشاعر التي لا يمكن قياسها بطريقة علمية.
  2. وفقًا لهذه النظرية، يرى واطسون أن السلوك هو نتيجة للتفاعل بين الأفراد وبيئتهم، ويعتمد بشكل كبير على التعلم من خلال التجربة والتكييف، وكان يؤمن بأن جميع السلوكيات البشرية تقريبًا مكتسبة وليست فطرية، وبالتالي يمكن تشكيلها وتعديلها من خلال العمليات البيئية. 
  3. أحد أهم المفاهيم التي قدمها واطسون هو التكييف الكلاسيكي، والذي استند فيه إلى تجارب إيفان بافلوف على الاستجابة الشرطية، حيث أظهر أن السلوك يمكن تكوينه من خلال الربط بين محفز محايد واستجابة طبيعية، وواطسون أثبت في تجاربه الشهيرة، مثل تجربة "ألبرت الصغير"، أن العواطف البشرية، مثل الخوف، يمكن تعلمها من خلال التعلم الشرطي.
  4. بهذا، سعت النظرية السلوكية إلى فهم السلوك الإنساني من خلال التأكيد على أهمية البيئة والمحفزات في تشكيله، دون التركيز على العوامل الوراثية أو الداخلية غير المرئية.

نشأة النظرية السلوكية للعالم جون واتسون:

بدأت في عام (1878) حتى عام (1958)، حيث كان واطسون غير  راضي عن الممارسات السائدة في علم النفس الأمريكي (البنيوية، والوظيفة)، وكان يرى أن الحقائق المتعلقة بالشعور لا يمكن اختبارها وإعادة الحصول عليها بواسطة الملاحظين المدربين لأنها تعتمد على انطباعات فطرية، وعقد العزم علـى جعـل علـم النفس علماً جديراً بالاحترام مثل العلوم الطبيعية.
في عام 1912م بدأ في إلقـاء محاضـراته والكتابة لنشر آرائه، وأعلن ميلاد المدرسة السلوكية التي سادت لمدة ثلاثين عامـاً.
قد تأثر في حياته بالعلماء الروس ودرس الفلسفة في جامعة شيكاغو علـى يد (جون ديوي) ولكنه وجده يستعصي على الفهم فاتجه إلى علم النفس وتلقى تدريبه في إطار النظرية الوظيفية ولكنه وجدها غير كافية ووجد في أعمـال بـافلوف مخرجـاً لعلـم الـنفس في أمريكا للانتقال من المنهج العقلي إلى علم أكثر موضوعية وبذلك أطلق صيحته السلوكية أثناء دراسـاته العليا، وكان يتكـسب عـن طريق الاعتناء بـالفئران في المعامل والخدمة فـي المطاعم .
أصيب بنوبات قلق وخوف شديد وعدم قدرة على النوم بدون إضاءة تعافى منها بعـد راحة قصيرة واستطاع العودة إلى عمله في العام الذي حصل فيه على درجته العلمية الأولـى، وقد أثرت عليه هذه التجربة الشخصية فيما بعد في تجاربه عن الخوف وطرق إزالته.
بدأ طريقه في ميدان علم نفس الحيوان حيث كانت أعمال لـوب وثورنـديك قـد أثارت الاهتمام بدقتها وتطور تقنياتها، وانتقل بعد ذلك إلى علم نفس الإنـسان، ولـم يلبـث أن صار في الولايات المتحدة أحد المع الرواد بالتشريط.

ما هي العناصر الأساسية التي تقوم عليها النظرية السلوكية؟

تشتمل النظرية السلوكية للعالم جون واطسون على بعض العناصر الأساسية، وهي كالتالي:

أولاً: السلوك في الغالب متعلم:

أي أن السلوك الإنساني في معظم أنماطه متعلم الإيجابي منه أو السلبي على حد سواء وبهذا فمن الممكن إكساب الطالب السلوك الإيجابي، وتعديل السلوك السلبي لديه أو إلغاؤه واستبداله بسلوك إيجابي.

ثانياً: الدافعية:

هي المسئولة عن تحرير الطاقة لدى الطالب بتوجيه سلوكه ليشبع حاجاته وطالما أن السلوك متعلم فلا يحدث التعلم بدون دافعية.

ثالثاً: المثير والاستجابة:

كل سلوك للطالب عبارة عن ردة فعل أو استجابة لمثير قد تعرض له.

رابعاً: التعزيز والممارسة:

إن تعزيز الاستجابة الإيجابية للمثير أي السلوك الإيجابي يقوي هذا السلوك ويثبته وهذا يؤدي إلى تطبيقه وممارسته في المستقبل عند مواجهة مثير مشابه.

المسلمات الأساسية التي تستند إليها النظرية السلوكية:

  1. إن السلوك الإنساني يخضع لعدد من المتغيرات أو المؤثرات الداخلية (أي بالفرد نفسه) أو الخارجية في البيئة المحيطة بالإنسان.
  2. إن السلوك الذي يتم تعزيزه يكون أكثر قابلية للتكرار من السلوك الذي لا يتم تعزيزه.
  3. إن السلوك الإنساني إجرائيا قابل للملاحظة والقياس والتقويم ضمن معايير محددة.
  4. إن السلوك الإنساني سواء الإيجابي أو السلبي منه متعلم أي مكتسب من عملية التعلم والتعليم ويمكن تعديل السلوك غير السوي من خلال تطبيقات النظرية السلوكية.
  5. إن السلوك لدى فرد أو مجموعة أفراد ليس بالضرورة يكون قد نتج عن نفس العوامل والمؤثرات، وقد لا يؤدي نفس المؤثر بالضرورة إلى نفس الاستجابة عند الأفراد المختلفين ولا يؤدي نفس الاستجابات عند نفس الفرد تحت ظروف مختلفة.

ما هي التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية؟

الشروط الأساسية اللازمة لحدوث التعلم هي:

أولاً: الدافع للتعلم:

إن وجود دافع عند المتعلم شيء أساسي في عملية التعلم ولا تتم بدونه وأفضل المواقف التعليمية هي التي تعمل
على تكوين مثل هذه الدوافع عند الأفراد.
ومن الطرق التي يستعين بها المعلم لتحقيق دافعية التلاميذ نحو موضوعات التعلم على وجه أفضل ما يلي:
  1. توضيح الغرض وصياغة الدروس في صورة مشكلات.
  2. زيادة الخبرة بالموضوعات التعليمية المراد تكوين دافع لها.
  3. العقاب والإثابة.
  4. النجاح والرسوب.
  5. تكوين عادات تدفع التلميذ نحو القيام بأعمال مماثلة.
  6. تكوين الميول.

ثانيا: مراعاة عامل النضج في التعلم المدرسي.

ثالثا: الممارسة والتعلم المدرسي:

ويمكن أن يوجه المعلم تلاميذه لأنواع من النشاط من خلال ممارسة التلميذ للموضوعات المتعلمة مثل (الشرح النظري، المناقشة، القراءة، إجراء التجارب، القيام بالمشروعات)، ولكي ينجح المشروع لا بد من المرور بعدد من الخطوات، منها (اختياره، وضع خطته، التنفيذ، التقييم).

دور المعلم في التدريس حسب النظرية السلوكية:

يتحدد دور المعلم في التدريس، كما يلي:
  1. يتحدد التلميحات التي يتوقع من خلالها استدعاء الاستجابات المرغوبة.
  2. تنظيم الممارسات العملية والخبرات لظهور المثيرات والاستجابات واستدعاء الاستجابات المناسبة في المواقف التعليمية الواقعية.
  3. تنظيم الظروف البيئية المناسبة للمتعلمين للحصول على استجابات صحيحة في حالة غياب مثيرات محددة تشكل هدفا للتعلم، وتقديم التعزيزات المناسبة لتلك الاستجابات التي حدثت في مواقف التعلم.
  4. تجزئة المهام التعليمية إلى جزئيات صغيرة تضمن قدرة المتعلم على أدائها بحيث يحقق الاستجابة الصحيحة نسبة عالية من أفراد المجموعة المشتركة في المواقف التعليمية أو التدريبية.
  5. التأكيد على ضرورة تقديم التعزيز للمتعلمين في الموقف الذي يستجيبون فيه استجابة صحيحة.
  6. تحديد الوقت المناسب لتقديم التعزيز لكل فرد في المجموعة المستهدفة لتضمن حصول كل فرد على التعزيز الذي يناسبه.
  7. تحديد الوقت الذي يحتاجه كل متعلم للتأكد من نجاحه في أداء المهمة ضمن الموقف التعليمي الذي يواجهه.
تعليقات