استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
يعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من التقنيات الاستراتيجية الحديثة التي تهتم بإنتاج المعرفة من خلال الحصول عليها، وتخزينها ومعالجتها وتفسيرها واستثمارها في حل المشكلات، ومن ثم تقديم خدمات جديدة، وارتبط استخدام هذه الأدوات بالبحث العلمي؛ إذ تسعى مؤسسات التعليم العالي اليوم إلى تغيير وتطوير برامجها واستراتيجياتها، من أجل مواكبة هذه التغيرات والتقنيات الحديثة والحد من استخدامها بطريقة غير مشروعة، ومن ثم استثمار استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الوظائف الثلاثة المنوطة بها سواء أكانت وظيفة التدريس أم البحث العلمي، وخدمة المجتمع.
الذكاء الاصطناعي
هو مجموعة الأجهزة أو الأنظمة المصممة من أجل أن تحاكي الذكاء البشري بغرض أداء مهام معينة استناداً إلى المعلومات التي نجمعها ويرمز له بالرمز A l وهو مختصر ل Artificial Intelligence. ويمكن تعريفه على أنه ذلك الفرع من علوم الحاسوب الذي يمكن بواسطته إنشاء وتصميم برامج الحاسوب التي تحاكي الذكاء البشري والتي تُمَكِن الحاسوب من أداء بعض المهام التي يصعب على الإنسان القيام بها.
دور الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي وخصائصه:
يتزايد مع مرور الوقت إسهام الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية ويشغل المزيد من الحيز في ميادين بشرية شتي وهذا الذكاء يتطور ويمتلك إمكانات ضخمة وعلى الصعيد النظري والدراسات خصوصاً ما يرتبط منها بالجانب الاجتماعي نرى أن للذكاء الاصطناعي قدرات وإمكانيات تساعد في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وسد الفجوات الرقمية التي تظهر وتكون الجسر للوصول إلى المجتمع الشامل.
خصائص الذكاء الاصطناعي
يقوم الذكاء الاصطناعي على أساس "صنع آلات ذكية تتصرف كما يتصرف الإنسان" ويستخدم أسلوب مقارب للأسلوب البشري في حل المشكلات بالأضافة إلى أنه يتعامل مع الفرضيات بشكل متزامن وبدقة وسرعة عالية ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالعديد من الخصائص والمميزات منها القدرة علي:
- استخدام الذكاء في حل المشاكل المعروضة مع غياب المعلومة الكاملة
- التفكير والإدراك.
- اكتساب المعرفة وتطبيقها.
- التعلم والفهم من التجارب والخبرات السابقة.
- الاستجابة السريعة للمواقف والظروف الجديدة.
- التعامل مع الحالات الصعبة والمعقدة.
- التعامل مع المواقف الغامضة مع غياب المعلومة.
- تمييز الأهمية النسبية لعناصر الحالات المعروفة.
- التصوير والإبداع وفهم الأمور المرئية وإدراكها.
- تقديم المعرفة لإسناد القرارات.
أوجه الافادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
ظهرت في الأونة الأخيرة العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي يعتمد عليها الباحثين في ميدان بحوثهم العملية وتنوعت تلك الأدوات إلى:
1- أدوات البحث عن المراجع والحصول عليها:
تعددت أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن الاعتماد عليها في عملية جمع المراجع والحصول عليها ,ومن بين هذه الأدوات الأكثر انتشاراً بين الباحثين محرك بحث Google scalar ويبحث هذا المحرك في مجموعة من المواقع التابعة للمراكز العالمية ويقدم أفضل النتائج عن النقاط البحثية التي نالت اهتمام الباحثين ,كما يتيح مجموعة من خيارات البحث المتعددة ,كذلك خاصية الاشعارات التي تقدم بيانات إضافية عن الاهتمامات البحثية سواء بيانات بيليوجرافية أو اقتباسات كم يمكن إنشاء مكتبتك علي جوجل العلمي ,كما يتيح خيارات التوثيق حسب الأنظمة المشهورة ,ويأتي في هذا الاطار مجموعة من المحركات الذكية مثل (Chat GBT –Publish or Perish(pop) –Elicit Al Research) وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في البحث عن المراجع والحصول عليها.
2- أدوات البحث داخل الملفات والنصوص:
هناك مجموعه من أدوات الذكاء الاصطناعي يعتمد عليها المتخصصين في المكتبات والمعلومات فيما يسمي بأدوات البحث داخل الملفات والنصوص وتجمع الفقرات وفقا لكلمات البحث الرئيسية ومن أهم تلك الأدوات Data search وهو محرك بحث علمي يقدم بيانات لمجموعات من البحوث في صورة مستخلصات ويقوم بقراءة الملفات pdf من الويب أو الحاسوب ويقوم بتصنيفها والبحث فيها بالكلمات والفقرات ,وهناك مجموعة من الأدوات التي تستخدم في ذلك السياق ومنها (Text Generation –Tolk To Books) وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في البحث داخل الملفات والنصوص.
3- أدوات الكتابة الأكاديمية وإعادة الصياغة:
هي مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن الاعتماد عليها في كتابة المقالات والصياغات العلمية للجمل والنصوص حيث تتيح تلك الأدوات كتابة كلمات البحث الرئيسية ويقوم باستخلاص وكتابة مقالات متعددة حول هذه الكلمات البحثية وتتيح للباحث الأنسب من بين هذه المقالات ومن أشهرها لدي المتخصصين في المكتبات والمعلومات (Kattab –Rytr- Essay Bot) هذه الأدوات تدعم اللغة العربية مما يسهل من عملية التعامل فيها واستخدامها والافادة منها.
4- أدوات التحليل الاحصائي للبيانات:
تتوافر العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساهم بشكل كبير في عمليات التحليل الاحصائي للبيانات والتي يعتمد عليها المتخصصين في كافة التخصصات العلمية ومن أشهر هذه الأدوات هي أداة Excel التابعة لشركة ميكروسوفت والتي تقدم خدمات مميزة في مجال التحليل الاحصائي إلى جانب مجموعة من الأدوات المتميزة في هذا المضمار مثل (SAS –Statistics IMP SPSS) وغيرها من الأدوات التي تعمل في التحليل الاحصائي للبيانات.
5- أدوات الخرائط الذهنية والرسومات والعروض التقديمية والمؤشرات:
تعددت الأدوات التي تستخدم في مجال الخرائط الذهنية والرسومات والعروض التقديمية والتي تدعم جهود المتخصصين في هذا افطار العلمي ومن أهم تلك الأدوات ( Mindiy aps.com –Context Minds –Microsoft Power Point ) وغيرها من الأدوات التي تتيح للمتخصصين تمثيل أفكارهم ونتاجهم البحثي في صورة أشكال وعروض توضيحية تساعد علي توضيح وتمثيل البيانات بصوره مبسطة قابلة للفهم والاستيعاب ,هناك أدوات تدعم تقديم المؤشرات العالمية مثل World Bank data حيث تقدم هذه الأداة مجموعة من التقارير العامة في صورة مؤشرات يمكن عرضها في صورة مبسطة للإفادة منها في مجالات البحث العلمي.
6- أدوات التدقيق اللغوي والاملائي:
هناك مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي ظهرت على الساحة الرقمية والتي تدعم التدقيق اللغوي والإملائي للنصوص والكلمات ومن أشهر تلك الأدوات (Word –Moda OiO –Heming Way –Grammarly) وغيرها من الأدوات التي تستخدم في هذا السياق وتقديم خيارات تصحيحية للنصوص والكلمات التي يراد التحقق من صحة كتابتها وتقديم الخيارات الأنسب إملائياً ونحوياً وتدعم معظم تلك الأدوات اللغةالعربيه مما يزيد من إقبال المتخصصين على استخدامها والإفادة منها.
7- أدوات الترجمة الآلية للنصوص:
يحتاج معظم المتخصصين إلى تلك الأدوات والتي تساهم في عمليات الترجمة الصحيحة والمقننة للنصوص وللمصطلحات الأجنبية مما يتيح للباحثين التعرف على كل ما يصدر في مجالات تخصصاتهم البحثية في كافة الأقطار المختلفة ورصد التطورات في المجال على مستوي العالم والإفادة من ذلك في النهوض بتخصصاتهم العملية ومن تلك الأدوات (Google Translate –Translator Universal speech –MemoQ –Wordfast) وغرها من الأدوات التي تدعم ذلك.
8- أدوات دمج وتنسيق ملفات ال Pdf:
تتوافر مجموعة من الأدوات التي تعمل على دمج وتنسيق ملفات Pdf والتي تستخدم من جانب الباحثين ومن أكثر هذه الأدوات شيوعاً بين المتخصصين في المكتبات والمعلومات (Pdfgo.com –smallpdf.com –love pdf) وغيرها من الأدوات التي يمكن من خلالها التعامل مع ملفات ال pdf من عمليات الدمج والتقطيع ووضع العلامات المائية والتوقيع وتحويل الصور إلى pdf وغيرها من الخدمات التي يحتاجها الباحثين.
9- أدوات إدارة المراجع والمصادر:
تتنوع أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في عمليات إدارة المراجع والمصادر والتي يعد من أشهرها أداة Mendeley والتي تعد من أهم الأدوات التي تقدم المساعدة للباحثين ,وتعد المهمة الرئيسية لها جمع كافة الأبحاث التي يريد الباحث العودة اليها أثناء كتابة الأبحاث العلمية وترتيبها وتنظيمها وفق الطريقة التي يريدها ,ويتميز أيضاً بترتيب الأبحاث وفق الطريقة التي يفضلها الباحث سواء اكانت وفق موضوع البحث أو كانت وفق مؤلف البحث أو بحسب جهة النشر أو بحسب ستة النشر كما يوفر إمكانية البحث داخل المرجع والوصول إلى الفقرات التي تفيد المتخصص في كتابة إنتاجهم العلمي ,كما يمكنه من تدوين ملاحظات حول هذه الفقرات ,وهناك بعض الأدوات الأخرى التي تستخدم في هذا الإطار منها (Zotero –End Note ) .
10- أدوات النشر واختيار المجلة المناسبة:
يعمل في هذا السياق مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي منها (Journal Filder –THE UNIVERSTY ARIZNA) وتستخدم تلك الأدوات في عمليات الاقتباس والتوثيق والتدقيق والموائمة لتحسين جودة البحث وتدعم هذه الأدوات اللغة العربية كما أن بعض المؤسسات تقدم هذه الخدمات بمقابل مادي، كما تهتم مجموعة أخري من الأدوات بتقديم المساعدة في اختيار المجلة الأنسب للنشر حسب المجال العلمي للبحوث وتعمل على تقديم مجموعة من الاحصائيات العامة حول المجلات العلمية التي تساعد المتخصصين في اختيار المجلة الأنسب للنشر العلمي بها.
أقرأ أيضًا مقال عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي.
التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي والإفادة منه في البحث العلمي
- التكلفة العالية التي تترتب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتحديثها وصيانتها.
- التخوف مما قد يترتب على الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي من سلوكيات وممارسات ترتبط بالأخلاقيات والقيم البشرية.
- فقدان قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على تغيير نظام عملها وتطويره في حال تلقيها نفس البيانات في كل مرة، مما قد يجعلها عديمة الفائدة في مرحلة معينة.
- الاستغناء عن عديد من القوى العاملة البشرية نتيجة الاعتماد على تطبيقات أنظمة الذكاء الاصطناعي بدلا من الإنسان، مما يتسبب في اتساع نطاق البطالة نتيجة تقليص فرص العمل.
- تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ميدان البحث العلمي تحتاج بنية تحتية رقمية لا تتوافر في معظم مؤسسات البحث العلمي، على مستوى المدن وافتقارها في القري.