📁 المقالات الحديثة

مدرسة العلاقات الإنسانية التون مايو

المدرسة الإنسانية التون مايو

مدرسة العلاقات الإنسانية لمؤسسها التون مايو

من المهمات الاساسية للعائد التربوي العمل نحو تماسك الأفراد في المؤسسة والمحافظة على عضويتهم بدعم العلاقات الإنسانية بنيه وبينهم، ثم قبولهم لشخصه كقائد وعليه مهمة التنسيق بين جهود العاملين بالاتصال الفعال بين الأفراد والمجموعات بحيث يعمل الجميع بروح الفريق الواحد لا كأجزاء منعزلة، ومن هنا يمكن أن نفهم الهدف الرئيسي للعلاقات الأنسانية يتضمن إرضاء أو إشباع الحاجات الإنسانية وما يرتبط بها من دوافع وتنظيم غير رسمي ورفع الروح المعنوية وتحسين ظروف العمل والوضع المادي للعاملين.

نشأت مدرسة العلاقات الإنسانية وظهورها:

من الاعتبارات التي ساعدت في ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية:

  1. الحركة النقابية وتزايد قوتها مما أدى إلى ظهور مشكلات جديدة في العمل، ومن ثم رأى الإداريون أن قوة الحركة النقابية كانت نتيجة لفشلهم في توفير مناخ مناسب من العلاقات الإنسانية وحاولوا العمل على تصحيح هذا الوضع.
  2. زيادة ثقافة العمال مما جعلهم يدركون مشكلات العمل، ويطالبون بقيادة إدارية أفضل، ويستجيبون للطرق المستخدمة في العلاقات الإنسانية مثل المشاركة في إتخاذ القرارات.
  3. كبر حجم المشروعات إدى إلى ظهور مشكلات إنسانية جديدة، إذ أصبح من العسير على الإداري الاتصال الشخصي بمعظم العاملين، مما أدى إلى ظهور الاتصالات والتنظيمات غير الرسمية.
  4. ارتفاع مستوى المعيشة في المجتمع الحديث، مما أفسح المجال أمام الإدارة للتركيز على العوامل الإنسانية الخاصة وأنه قد تم إشباع الحاجات المادية الأساسية.
  5. زيادة تكاليف عنصر العمل، مما جعل الإدارة تبذل جهاها للأستفادة القصوى من هذا العنصر، وكأن ذلك هو الأساس الذي انطلق منه فريق البحث في تجارب هورثون.

مفهوم المدرسة:

هي مجموعة من علماء الإدارة، يرون بأن الإدارة العلمية والسليمة هي إدارة تهتم بخلق علاقات إنسانية جيدة وحالة رضا عالية بين العاملين، والسبب في ذلك هو أن الرضا يؤدى إلى زيادة الإنتاجية، وهو يعرفون الإدارة بكونها الأعمال التى يقوم بها من هو مدير ويتركز اهتمامهم على المشرف والإدارة الدنيا.

تعريف مدرسة العلاقات الإنسانية:

يطلق لفظ العلاقات الإنسانية على ذلك التدخل الموجود بين الأفراد ولقد عرف العديد من المفكرين هذا اللفظ ومن أهم هذه التعاريف نجد:

تعريف سكوت (Scott): إن العلاقات الإنسانية تشير إلى عمليات تحفيز الأفراد في موقف معين بشكل فعال يؤدي إلى الوصول إلى توازن في الأهداف يعطي المزيد من الرضاء الإنساني، أي أن العلاقات الإنسانية تؤدى إلى ارتفاع الانتاجية وزيادة الفاعلية.

من أهم العوامل التى ساعدت في ظهور العلاقات الإنسانية نجد:

  1. تزايد أحساس أصحاب الأعمال بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاه العاملين، وهو ما حفزهم إلى دراسة احتياجات العالملين النفسية والاجتماعية.
  2. ارتقاء المستوى التعليمي والثقافى للعاملين مما جعلهم يطالبون بحقوقهم النفسية والاجتماعية
  3. ظهور النقابات العمالية وممارستها لضغوط على اصحاب الاعمال.

أهمية تطبيق العلاقات الإنسانية:

ويمكن إيضاح أهم التغييرات أو الفاعليات التي توفرها العلاقات الإنسانية في بيئة العمل والعاملين:

  1. إنها توفر للعاملين الرضا الوظيقي في المنظمة.
  2. إنها تعمل على زيادة حيوية العمل والقضاء على الأسلوب الروتيني المعتمد في أدائه والذي غالبا ما يكون حاجزاص بين العاملين وبين كفاءتهم في الأداء بسبب الشعور بالملل.
  3. نعمل على التخفيف من ثقل الآليات التنظيمية المعتمدة في تيسير أمور العاملين وتنظيمهم، فعندما يكون التنظيم مفرط بشكل لا يراعى إنسانية العاملين فسيكون عامل سلبي مؤثر على معنوياتهم وبالتالى على مستوى أدائهم.
  4. تشكيلها العنصر الإيجابي لإثارة دوافع العاملين لحسن الأداء في العمل كما أنها تمنحهم الفرصة الواسعة لبذل المزيد من الجهود وتحقيق الإنجاز المتميز، والإبداع في العمل.
  5. إنها تبعد العاملين عن الإحساس بالاضطرابات النفسية، أو حالات التشاحن والحقد والتحاسد لأن العلاقات الإنسانية كما أسلفنا توفر روح العمل الجماعي وبالتالي فهم سيكونون متساوون في الحقوق والواجبات.
  6. إنها تؤجج الشعور بالانتمان للعمل بسبب ما تكونه العلاقات الإنسانية في بيئة العمل من الألفة والمحبة، والتعاون، والصدق، والأمانة.
  7. إنها تمنع التصرفات السلبية مثل المجاملات التي تتسبب بحالة التسيب في العمل.
  8. إنها من العوامل التى تؤدى إلى اشباع الرغبات الثانوية للعاملين مثل توفير فرص التعبير عن الذات الإنسانية لدهم أو النجاح في الأداء أو الإحساس بالأمن، وهذا سيؤدي بدورة إلى تحقيق الرغبات الأولية عندهم.

أهداف تطبيق العلاقات الإنسانية:

  1. تحقيق مبدأ التعاون بين العاملين في بيئة العمل من جهة، وفي نواحي العمل من جهة أخرى لتعزيز الصلات الودية والتفاهم الوثيق وتقوية الثقة المتبادلة.
  2. تحقيق زيادة الانتاج والتي تكون كنتيجة متوقعة من زيادة التعاون.
  3. تحقيق الاشياع للحاجات المتنوعة للفراد، وتحقيق اهداف المنظمة التي يعملون فيها.
  4. تحقيق المعنوية العالية بين الأفراد العاملين لكي يتوفر الجو النفسي العام لصالح العمل ولإنتاج.

أهم السلوكيات في مدرسة العلاقات الإنسانية:

أما أهم المبادئ الواجب توافرها بين العاملين والتى تبني عليها العلاقات الإنسانية فهي:

  1. التواضع: وهي صفة لابد من توافرها في المدراء وأصحاب المسؤلية.
  2. التشجيع: فالمسؤال الجيد لابد له أن يختار من أساليب التشجيع ما يناسب العاملين معه.
  3. التعاون: فلابد للمسؤل أن يعمل على تشجيع العاملين على العمل الجماعى وأنه واحد منهم.
  4. الشورى: للشورى أهمية كبيرة في العمل حيث إنه أسلوب يعمق جو العلاقات الإنسانية من خلال توثيق رابطة الألفة والمحبة بين المسؤلين والعاملين معه مما يؤدي إلى تحقيق الرضا والطمأنينة التي تؤديان إلى سرعة تقبل القرار والعمل على تنفيذه بالصورة المطلوبة.
  5. العدالة: إن الموضوعية والابتعاد عن التحيز من أهم الصفات الإنسانية.
  6. القدوة الحسنة: فلابد للمسؤول أم يتحلى بالسلوك الراقي ليكون قدوة لمن هو أدني منه.
  7. المسؤولية: إن الشعور بالمسؤولية يؤدى إلى الحساس بالإيثار وحب الأخرين.
  8. الرحمة: فالرحمة بين العاملين في مجال العمل تعتبر نت أهم ركائز العلاقات الإنسانية.

الانتقادات التي وجهت لمدرسة العلاقات الإنسانية:

  1. عدم استخدام الطريقة العلمية للوصول إلى نتائج.
  2. التحيز المسبق للعلاقات الإنسانية.
  3. معارضاتهم لرجال الاعمال في المجالات التى تناقض مصالحهم.
  4. علماء النفس والاجتماع يرون أن النتائج محدودة ولم تضف جديدا.
  5. رجال الفكر الإداري لا يرون في نتائج دراسات هذه المدرسة حلولا جذرية للوصول إلى علاقات أفضل 
  6. غفال التنظيم الرسمى بشكل كبير.
  7. لم تقدم المدرسة نظرية شاملة، بل ركزت فقط على الجوانب الإنسانية.
  8. هناك تناقض واضح بين العمال والإدارة.
  9. يرى أن الفرد يسعى إلى إشباع رغباته ولا يوهمه إنشاء جماعات.
للاستزادة عن العلاقات والتعاون تعرف إلى أهم خصائص استراتيجية التعلم التعاوني.

من هو جورج التون مايو: 

التون مايو هو مؤسس مدرسة العلاقات الإنسانية في الإدارة التي كانت رد فعل لإهمال النواحى النفسية والاجتماعية عند العمال من قبل فايول وتايلور، ولهذا ركزت هذه المدرسة على الاهتمام بالإنسان كإنسان من خلال اتصاله وتفاعله مع الجماعة، وأثبتت بأن العلاقات الاجتماعية والعوامل النفسية لها دور كبير في زيادة الإنتاجية وهذا عبر عدد من التجارب عرفت بتجارب هاوثورن.

تجارب التون مايو: 

تعتبر محاولة التون مايو (Elton Mayo) وأعوانه في التجارب المعروفة باسم تجارب هوثورن والتي أجرت في شركة وسترن إلكتريك (Western Electric) بمصنع (Hawthorne) بمدينة شيكاغو أولى المحاولات المكثفة لدراسة أثر العوامل المادية للعمل على الكفاية الإنتاجية للعاملين، وقد بدأت هذه التجارب بمحاولة ترامي إلى اختيار العلاقة بين كثافة الإضاءة والكفاية الأنتاجية للعاملين وتمثلت في معرفة:

  1. الإضاءة وتأثيرها على إنتاجية العمل.
  2. ساعات العمل وطول فترات الراحة وإنتاجية العمل.
  3. الصدراقة داخل محيط العمل وتأثيرها على الإنتاجية.
  4. الحافز المادي وأثرة على الإنتاجية.
  5. مقابلات شخصية استهدفت دراسة اتجاهات ومشاعر العاملين.

نتائج تجارب التون مايو:

فكانت نتائج التجارب مايلى:

  1. ميل الأفراد العاملين في وحدة إنتاجية واحدة إلى تكوين تنظيمات غير رسمية فيما بينهم.
  2. تأثر تصرفات الأفراد داخل التنظيم بالإطار الذي ترسمه لهم الجماعة.
  3. أن الحوافز المعنوية تقوم بدور حيوي في تحفيز الأفراد للعمل.
  4. إن طاقة الفرد للعمل لاتحدد طبقا لطاقتة الفسيولوجية وإنما طبقا لطاقته الاجتماعية من حيث شعوره بالرضا والتفاهم بينه وبين رؤسائه من ناحية، ودرجة التعاون مع زملائه في العمل من ناحية أخرى.
  5. دور القيادة غير الرسمية في التأثير على سلوك الأفراد داخل التنظيم من حيث تكوين الجامعات ونمط العلاقة بينهم.

بأختصار فأن أبحاث وسترن إليكتريك تعد في الواقع بمثابة عودة التفكير السليم إلى علاقات في العمل، ويرجع ذلك للأسباب التالية: 

  1. إن هذه التجارب قد أثرت الفكر الإداري بعدد من الفروض والأراء والأفكار التي أسهمت في دراسة وتفهم المواقف الأنسانية والسلوكية في محيط الأعمال.
  2. أن هذه التجارب قد مهدت السبيل لظهور منهج جديد في التفكير وهو المنهج السلوكي الذي يمكن من خلاله اكتشاف المشكلات الإنسانية المعقدة والتعرف على أساليب علاجها.
  3. أن هذه التجارب قد ساعدت في إلقاء الضوء على المتطلبات الأساسية الواجب توافرها لخلق التعاون الفعال بين الإدارة والعمال، فالعمال ليسوا أفراداً منعزلين بعضهم عن بعض الآخر ولايمكن النظر إليهم كوحدات متفرقة فهم يشكلون جماعة واحدة، وبتعاونهم وتضافرهم وحماسهم في عملهم يتحقق الهدف الذي يسعي إليه التنظيم.


تعليقات