نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ
نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ للعالم ثورندايك الذي لم يهتم بالبعد الاجتماعي في علم النفس التربوي، وذلك على النقيض من زملائه الاخرين الذين كان يلتقي معهم في الكثير من الآراء، فقد كان يعد التعلم باعتباره خبرة فردية خاصة أو عملية تغير عضوي داخلية تحدث في الجهاز العصبي لكل كائن على حدة، وان ما يهم المعلم داخل الصف الدراسي هو الارتباط بين المثير والاستجابة، ولا يهتم بالتفاعل بين التلاميذ عندما ينظر اليهم كوحدة اجتماعية.
المبادئ العاملة للتعلم بالمحاولة والخطأ:
- التكرار: يحدث التعلم بالمحاولة والخطأ بعد مدة طويلة من المحاولات والتدريب في الموقف الجديد والتكرار مهم للتخلص من الاستجابات الخاطئة وتثبيت الاستجابات الصحيحة.
- التدعيم: في التعلم بالمحاولة والخطأ أهمية المكافأة في تعلم الاستجابة الصحيحة، فالمكافأة تعمل على تدعيم الاستجابة الصحيحة.
- الانطفاء: إذا تعلم أحد عن طريق المحاولة والخطأ استجابة ما، لأنها كانت تؤدي إلى الحصول على المكافأة، فإن امتناع الحصول على المكافأة بعد ذلك مدة طويلة يؤدى إلى ضعف الاستجابة وزوالها بالتدريج وهذا هو مبأ الانطفاء.
- الاسترجاع التلقائي: إن الاستجابة التى تنطفئ لعدم تدعيمها مدة طويلة.
- التعميم: إن الاستجابات التى يتعلمها الفرد في مواقف معينه تميل إلى الظهور في المواقف الجديدة المتشابهة للمواقف السابقة التي حدث فيها التعلم، فإذا تعلم الفرد أن يقود سيارة معينة، فأن الاستجابات التي تعلمها تتحول إلى جميع أنواع السيارات يساعد على حل المسائل الهندسية الأخرى المتشابهة، وهذا هو مبدأ التعميم.
- التمييز: إذا فشلت الاستجابة المعممة في حل المشكلة في المواقف الجديد، فبينما ظلت مدعمة في الموقف السابق الذي حدث فيه التعلم فإن ذلك يؤدي إلى التمييز بين المواقف الجديدة والمواقف القديمة وتعلم الاستجابة الملائمة لكا موقف، وهذا هو مبدأ التمييز.
- العلاقات الزمنية: أن للعلاقات الزمنية اهمية كبيرة أيضا في التعلم بالمحاولة والخطأ. فكلما كانت الفترة الزمنية بين الاستجابة وبين حدوث المكافأة قصيرة كان التعلم أسرع، وإذا طالت الفترة الزمنية ضعف التعلم.
الفروض التي تقوم عليها نظرية المحاولة والخطأ ثورندايك:
- يتعلم الكائن الحي حل الموقف المشكل عن طريق المحاولة والخطأ.
- يحدث التعلم بالمحاولة والخطأ بصورة تدريجية مع تكرار المحاولات ويقاس بتناقص زمن المحاولات او عدد الاخطاء.
- تكون الاستجابات الاولى للحل القائم على المحاولة والخطأ عشوائية ثم تتحول تدريجيا الى قصدية عن طريق الاختيار والربط.
- يعمل التعزيز على تقوية الروابط العصبية (الوصلات العصبية) بين المثير والاستجابة المعززة.
- يعمل التكرار على تقوية الروابط العصبية بين المثير والاستجابة كما يؤدى الاهمال الى ضعف هذه الروابط.
- قوة الاستجابة دالة لكل نمط المثيرات ودرجة استعداد او تهيؤ الكائن الحي والتفاعل بينما.
- تعتمد الفاعلية النسبية للمعززات على أهميتها النسبية للكائن الحي وليس على نوعها او حجمها او توقيتها.
المفاهيم الاساسية لنظرية التعلم بالمحاولة والخطأ:
يجب التعرف على المفاهيم التى قام ثورندايك بوضعها والتى تتعلق بنظرية التعلم بالمحاولة والخطأ، حيث ان التجارب التي قام بها العالم نفسه أضافت المعانى الخاصة به إلى هذه المفاهيم وهي على النحو التالى:
1- الارتباطية:
هو المذهب القائل بأن كل العمليات العقلية تتألف من توظيف الارتباطات الموروثة والمكتسبة بين المواقف والاستجابات وينظر إلى هذا المذهب باعتبار أنه الأساس في نظرية ارتباط المثير والاستجابة.
2- الاستجابات:
- هي تطلق على أية ردود فعل ظاهرة قد تكون عضلية أو غيرها من ردود الفعل الظاهرة بما فيها الصور والافكار. والتي تحدث كرد فعل لمثير ما.
- قد أشار ثورندايك إلى ردود العقل الفسيولوجيةالظاهرية والتى يمكن مشاهدتها وقياسها والتى تربط السلوك بالبيئة المحيطة به.
- في الوقت الحاضر فإن تعبير الاستجابات يطلق على ردود الفعل الفسيولوجية التى تقاس بطريقة مباشرة والنفسية التى تقاس بطريقة غير مباشرة.
3- الأثارة:
ولهذا التعبير معنيان وهما:
- أى عامل خارجي مثير ما يتعرض له الحي.
- أى تغيير داخلى في الكائن الحي نفسه عن طريق أى عامل خارجي.
ما هي القوانين الرئيسية لنظرية التعلم بالمحاولة والخطأ؟
لم يكتف العالم إدوارد ثورندايك بوصف التعلم، بل حاول تفسيره بارتباطات مباشرة بين المثيرات والاستجابات، تتحكم في قوتها أو ضعفها قوانين رئيسية وأخرى ثانوية
القانون الأول: قانون الاستعداد:
هو أول قوانين ثورندايك الأولية هو عبارة عن مبدأ إضافية يعبر عن خصائص الظروف التي تجعل المتعلم يميل إلى أن يكون مشبعاً او متضايقاً، ويصوغ العالم ثورندايك ثلاث حالات لتفسير الاستعداد وهم:
- حينما تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل، وتعمل فإن عملها يريح الكائن الحي.
- عندما تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل، ولا تعمل فإن عدم عملها يزعج الكائن الحي.
- حينما لا تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل، وتجبر على العمل فإن عملها يزعج الكائن الحي.
القانون الثاني: قانون التدريب أو التمرين(التكرار):
هو ثاني قانون ثورندايك وينص على أنه عند حدوث ارتباط قابل للتعديل بين موقف واستجابة تزادا وقوة هذا الارتباط (مع افتراض ثبات العوامل الأخرى)، ويعرف هذا الجزء من القانون باسم "قانون الاستعمال"، اما إذا انقطع الارتباط القابل للتعديل بين الموقف والاستجابة فإن قوته تضعف ويعرف باسم"قانون عدم الاستعمال"
- قانون الاستعمال: هو أن الارتباطات تقوى عن طريق الاستعمال والممارسة.
- قانون عدم الاستعمال: هو أن الارتباطات تضعف وتنسى عن طريق عدم ممارستها وإهمالها.
القانون الثالث: قانون الأثر:
هو ثالث قوانين ثورندايك وينص على أن أى أرتباط قابل للتعديل بين موقف واستجابة يزداد إذا ما صاحبته حالة إشباع ويضعف إذا ما صاحبته أو أعقبته حالة ضيق. وهذا ويختلف الأثر الذي يقوى الرابطة المشبعة أو يضعفها في حالة الرابطة المسببة للضيق باختلاف ما بين الاقتران والرابطة الناجمة عنه من قرب أو بعد.
القانون الرابع: قانون الارتباط:
إذا ما بقيت الاستجابة ثابتة أثناء حدوث سلسلة من التغيرات في المواقف المثير فإن الاستجابة يمكن أن تنقل إلى مثير جديد تماماً، ويتغير الموقف المثير بالإضافة أولآ ثم الطرح ثانياً حتى لا يتبقي سوى الموقف الأصلى.
القانون الخامس: قانون الانتماء:
تكتسب الرابطة بسهولة أكبر إذا كانت الاستجابة تنتمي إلى الموقف، ويعمل التأثير الاحق بشكل أفضل إذا ما كان منتمياً إلى الرابطة التي يقويها، ويعتمد انتماء الثواب أو العقاب على مدى ملاءمته لإشباع دافع أو حاجة لدى الكائن الحي.
القانون السادس: قانون انتشار الأثر:
إن أثر الإثابة لا يقتصر على الرابطة التي ينتمي إليها فحسب، بل يمتد إلى الروابط الأخرى التى تسبق تلك الرابطة أو تأتى بعدها، ويقل هذا الأثر كلما ازداد البعد بين الرابطة المثالية وغيرها من الروابط.
ما هي خصائص التعلم وفقا لنظرية التعلم بالمحاولة والخطأ:
- يتعلم الإنسان عن طريقة المحاولة والخطأ لعدة أسباب من أهمها انعدام الخبرة والمهارة وعدم توفر القدر الكافى من الذكاء الازم لحل المشكلات ومواجهتها.
- التعلم بالمحاولة والخطأ يساعد في تعلم العادات والمهارات الحركية مثل الضرب على الآلة الكاتبة وتعلم السباحة وتشغيل الآلات.
- يمكن استخدام هذا النوع من التعلم مع الأطفال الصغار الذين لم تنمو لديهم القدرة على التفكير، بل قد يستخدمه بعض الكبار في حالات الانفعال كما يمكن استخدامه مع الحيوانات الدنيا.
- اكتساب المهارات والحركات هو الأساس في هذا النوع من التعلم لأنه لا يقوم على الملاحظة أو الفهم أو الذكاء.
- إن التعلم الجيد هو الذي يتكرر لدى المتعلم ويصحب بمكافأة أثر توجيه وإرشاد.
- إن التعلم الجيد يسعى أن يكون فيه المتعلم على أتم استعداد.
- التعلم في نظر ثورندايك ليس إلا تقوية آلية للروابط بين المثير والاستجابة بدون أن يكون للتفكير، أو الشعور دور فيها.
- يرى ثورندايك أن ذكاء الفرد يتناسب طردياً مع ما لديه من ارتباطات.
- أن قدرة المتعلم على التعلم تتوقف على قدرته على عدد الارتباطات التي يكونها، فالفرق بين الذكي والغبي في نظرة يتمثل في عدد الارتباطات لدى كل منهما.
كيفية تطبيق نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في المجال التربوى؟
- على المعلم أن يأخذ في الاعتبار ظروف الموقف التعليمي الذي يوجد فيه الطالب.
- أن يضع المعلم في اعتباره الاستجابة المرغوب ربطها بهذا الموقف.
- الأخذ بعين الاعتبار أن تكوين الروابط لا يحدث بمعجزة، لإنه يحتاج إلى جهد وإلى فترة يمارس فيها المتعلم هذه الاستجابة مرات عديدة.
- على المعلم تجنب تكوين الروابط الضعيفة، وتجنب تكوين أكثر من رابطة في الوقت الواحد، والعمل كذلك على تقوية الارتباط بين الاستجابة والموقف.
- تصميم مواقف التعلم على نحو يجعلها مشابهة لمواقف الحياة ذاتها.
- التركيز على التعلم القائم على الأداء وليس القائم على الإلقاء.
- الاهتمام بالتدرج في عملية التعلم من السهل إلى الصعب، ومن الوحدات البسيطة إلى الأكثر تعقيداً.
- إعطاء فرص كافية للممارسة المحاولة والخطأ، مع عدم إغفال أثر الجزاء المتمثل في قانون الأثر لتحقيق السرعة في التعلم والفاعلية.
أبرز الانتقادات التى وجهت لنظرية التعلم بالمحاولة والخطأ:
وجهت العديد من الانتقادات إلى نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ ومن أهمها: -
- وقع ثورندايك في خطأ عندما وضع تفسيراً سيكولوجيا للتعلم، ثم رابح يبحث له عن تفسير فسيولوجي، حيث اعتمد على تفسير غير مقبول له اليوم وهو إن آثار المحاولات تتطبع في الخلايا العصبية.
- يصدق التعلم بالمحاولة والخطأ على تعلم بعض الأمور منها دروس الحساب والإملاء وفي حفظ معاني الكلمات في اللغات الأجنبية وتعلم الأحداث التاريخية في التدريب على استخدام الآلات في تعلم الطباعة، ولكن لا يصلت على تعلم القضايا التي تتعلق بالفهم والإدراك وأساليب التفكير العليا التحليل والترتيب والتقويم.
- أهمل ثورندايك تأثير البيئة على عملية التعليمية وقصر التعلم على علاقات بين مثيرات واستجابات.
- يتطلب التدريس بناء على نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ تقسم الدرس على ناصره وهذا يؤدى إلى تفتيت السلوك الإنساني.
- لوحظ أن تجارب ثورندايك تم إجراؤها على الحيوان، ولكن هناك فرق كبير بين الحيوان والإنسان.
- أن هذه النظرية جزئية وليست كليه فهي تعتمد على تحليل السلوك للكشف عن العناصر الأساسية به من خلال فهم الارتباطات التى حالت بين هذه العناصر وبين سير العديد من أساليب السلوك.
- لا دور للفهم في هذه النظرية فالفهم لدى ثورندايك يعد تكوين هام من الارتباطات بين المثير والاستجابة التى تساعد المتعلم على اختيار الاستجابة المناسبة من الاستجابات التى يعرفها.